اغلاق
اغلاق

المهندسة الصناعية نادين سروجي: طموحي في "شتراوس" لا سقف له ولا حدود يقف عندها

, تم النشر 2025/12/24 22:19

أنا لست مجرّد "برغي" في آلة المصنع بل أفرض حضوري وأضع بصمتي في منتجاته

على الرغم من أنها تعيش في مدينة نوف هجليل، وبيتها مجاور لمصنع "عليت – شترواس" الذي يبتعد عنه لمسافة زمنية لا تتعدى الخمس دقائق سيرًا على الأقدام، إلا أنّها اختارت لنفسها أن تكون ركنًا أساسيًّا في الصّرح الجديد الذي أنشأته "شتراوس" مؤخرًا في بلدة أحيهود قضاء مدينة عكا. 

حين تصطدم نادين بهذا السؤال "لماذا هناك وليس هنا؟ تجيب: "أعمل في أحدث المصانع وهذه فرصتي، ويجب عليّ أن استغلها حتى النهاية، وحتى لو وجد البديل الأقرب فإنني أجد في السفر الى هناك جزء من الشعور بالرضى والتحدّي الذي أعيشه مع ذاتي لأنني أتطلع بعيدًا"!

 

 

تعمل نادين سروجي (27 عامًا) منذ عام ونصف العام في المحلبة النباتية الحديثة "كامبوس ميخائيل" وهو المصنع الذي يحمل اسم مؤسس الشركة العملاقة "ميخائيل شتراوس" وهذا الصّرح الضخم هو عبارة عن منشأتين إحداهما لمنتجات الحليب والألبان، والمنشأة الأخرى تم افتتاحها مؤخرًا، وهي مصنع يختص ببدائل الحليب الذي تعمل فيه المهندسة نادين سروجي اليوم بوظيفة مرموقة.

وتقول المهندسة الصّناعية والاداريّة في المصنع نادين سروجي: "بدأنا منذ نحو ثلاثة أشهر بتسويق بديل الحليب المصنوع من بذور الشوفان، بالأطعمة والمذاقات والأحجام المختلفة، ثم انتقلنا الى طعم "الفانيل" و"بيسك زمان"، وفي هذه الأيام نعمل على انتاج حليب الصويا لفترة تجريبية والذي سينزل قريبًا الى الأسواق".

وكانت سروجي قد تدربت في بداية عملها في جناح منتجات الحليب والألبان، ومع افتتاح المصنع الجديد (بدائل الحليب) انتقلت مباشرة للعمل فيه كمهندسة صناعيّة واداريّة، وكان هذا بمثابة تحدٍّ كبير لها أن تضع بصماتها ولمساتها الخاصّة في مصنع يعتبر حديث الولادة ولا مثيل له في البلاد.

وردًّا على سؤال حول مسيرتها في "شتراوس" التي بدأت قبل سنة ونصف، وطبيعة عملها في المصنح الجديد قالت: "تجدني في كل مكان في المصنع، في خط الانتاج وفي غرفة مراقبة المنتج، وبين الماكينات. وعلى الرغم من أن وظيفتي المعرّفة رسميًّا هي التخطيط والرقابة على الإنتاج وتنظيم أساليب العمل، الا انني وبسبب العدد المحدود للعاملين في المصنع (41 عاملًا بما يشمل الإدارة) والأجواء الودية التي تسود بين العاملين، نشعر وكأننا نعمل في شركة ناشئة "ستارت أب" ونجتهد من أجل إنجاحها، هكذا تمامًا هي الأجواء في المصنع، وهو شيء جميل جدًا يجعلني أحب عملي الى أقصى الحدود". 

وبالتوازي تعمل نادين على تذويت واستيعاب منظومة انتاج جديدة تدعى "MES" وهي منظومة مراقبة دقيقة لقاعدة الانتاج تتضمن المهام التي نفّذها كل عامل في المصنع، ومراقبة أداء خطوط الانتاج عن طريق تلك المنظومة وكمية الانتاج، وتقول نادين: "من حسن حظي أنني حظيت بالتعلم واستيعاب هذه المنظومة الجديدة في المصنع الجديد بالاضافة الى عملي في تخطيط برنامج الانتاج وتحديد نوع المنتج، الكميّات التي ينتجها المصنع في كل يوم، وتسلسل عمليّة الانتاج، وتقديم منتج على سواه، كل ذلك يضاف الى مراقبة خطوط الانتاج وغيرها من المهام".

وتصف نادين الأجواء في المصنع والعلاقات بين العاملين والادارة بأنها ليست مجرد وديّة وإنّما هي علاقة أخويّة تجد فيها كل العاملين "على قلب رجل واحد" كما يقال بالعربيّة، فهم منسجمون ومجتهدون وداعمون، يسعون الى هدف واحد ألا وهو إنجاح هذا المشروع الجديد، وهذا التجانس ينعكس ايضا على علاقة العاملين مع الادارة.

وتقول نادين: "أشعر بأن زملائي في العمل والادارة هم عائلتي الثانية، عائلة داعمة تمنحني حريّة التصرّف وحرّية القرار، مع أنني لست مديرة، لكنني أقوم بمهام إداريّة وأتحمّل مسؤوليات كبيرة بدعم من الادارة، ودائما نمتدح بعضنا البعض ويثني الواحد منّا على عمل زميله، حتى أننا خصّصنا يومًا في الأسبوع للتقييم والشكر والثناء ودعم بعضنا البعض". 

كذلك تتلقى نادين الدعم المتواصل من الأهل والعائلة لشدّة حرصها على ما يدور في المصنع. وتحدثت نادين عن الفترة التي سبقت الاحتفال بافتتاح الجناح الجديد في "كامبوس ميخائيل" قبل نحو شهرين قائلة "كنت متحمسة جدا للمشروع، وطوال الوقت كنت أتحدث مع عائلتي بشغف عن التطوّرات التي تجري في المصنع حتى كادوا يحسبونني مديرة المصنع أو المالكة له"!.

وبمناسبة الأعياد المجيدة تمنّت للجميع أعيادًا مباركة يحلّ فيها السّلام على الأرض، وتستقر النفوس ويتوقف قرع طبول الحرب لكي يهنأ الجميع بحياة سعيدة رغيدة، ولنفسها تمنّت المزيد من التقدم في العمل لأن طموحها لا سقف له ولا حدود يقف عندها، معربة عن رغبتها في التقدّم ضمن إطار "شتراوس" وأن تصنع سيرة ذاتيّة ناجحة في المصنع الجديد الذي يتيح لها كل امكانيّات التقدّم فيه. وتقول: "كل يوم يمضي أتعلم أشياء جديدة وأتطوّر وأضع بصمتي الخاصّة وأفرض حضوري في المصنع، فأنا لست مجرّد "برغي" في آلة المصنع، وإنّما أشاهد أمام عيني نتيجة كل ما أفعل، فضلا عن أن وظيفتي مميّزة وفريدة من نوعها في المصنع ولا نظير لي في تخصّص الهندسة الصناعيّة والادارة.

vital_signs قد يهمك ايضا