اغلاق
اغلاق

"بعد أكثر من 30 عامًا من المعاناة من الأنف المسدود وسبع عمليّات جراحية، وأخيرًا بدأت أستمتع بطعم الأكل"

Wazcam, تم النشر 2024/02/13 0:55

دافيد كوهين، رياضيّ ومعلّم للتربية البدنيّة، يبلغ من العمر 62 عامًا، يعاني منذ كان عمره 30 سنة من زوائد لحميّة (بوليبات) في الأنف، تسبّب انسداد مسالك التنفّس لديه. وقد وفّرت له العمليّات الجراحية المتكرّرة تحسّنًا مؤقتًا، حتّى بدأ مؤخرًا بتناول دواء أعاد له القدرة على التنفّس عبر الأنف.

"بدأت المشاكل قبل أكثر من 30 عامًا. كنت بعمر الثلاثين. لاعب كرة سلّة في دوري الدّرجة الممتازة، وفجأةً بدأت تظهر لديّ مشاكل في التنفّس والسعّال المزعج. طلب مني مدرّبي أن أفحص الأمر. في البداية لم أصغِ له، ولكن في النهاية زرت طبيب أنف، أذن وحنجرة، حيث شخّص لديّ زوائد لحميّة (بوليبات) في الأنف"، يقول دافيد كوهين- وهو معلّم للتربية البدنية، عمره 62 عامًا من رمات يشاي. ويضيف: "منذ ذلك الوقت، وأنا أتعامل مع هذا المرض، حيث كنت أتنفّس عن طريق الفم ولم يكن بمقدوري أن أشمّ أي شيء منذ عمر الـ 30، أو للدّقة كنت أشمّ لفترات قصيرة، وبعدها تختفي حاسّة الشمّ".

ويقول كوهين إن المرض جعله يفهم مدى ارتباط حاسّة الذوق وحاسّة الشّم بعضهما ببعض: "عندما يكون الأنف مسدودًا، لا يوجد طعم لأي شيء. بمقدوري أن أشعر فقط إذا ما كنت أتناول شيئًا مرًا، حلوًا، حامضًا ومالحًا بشكل مفرط، ولكن اذا كانت هناك البهارات أو أعشاب التوابل، ولا يهم اذا كانت كزبرة أو البقدونس أو الكمّون أو القرفة، لا أشعر بالفرق. يوجد لعصير البرتقال، عصير الليمون والجريب فروت نفس المذاق. كذلك لم أكن أشعر بأيّ فرق بين ستيك لحم البقر أو لحم الدّجاج".

الزوائد اللحمية (بوليبات)- التهاب مُزمن في الجيوب الأنفية

يقول د. طال مارشيك، اختصاصي الأنف، الأذن والحنجرة ومُتخصّص في جراحة الجيوب الأنفية وقاعدة الجمجمة في المركز الطبّي للجليل في نهاريا ومستشفى إليشع، إن الزوائد اللحمية (بوليبات) هي التهاب مُزمن في الجيوب الأنفية (والذي يسمّى أيضًا التهاب الجيوب الأنفية المُزمن مع زوائد لحمية)، ويُصيب نحو 2% من السكّان في إسرائيل، حيث يشكون من انسداد الأنف، فقدان حاسّة الشمّ، ضعف حاسّة الذوق، عدم الإحساس بالمذاق المالح، أرق وسُعال مزعج جدًا. سبب المرض هو التهاب مُزمن بالغشاء المخاطي للأنف والجيوب الأنفية، ما يؤدّي إلى تكوّن نتوءات في الغشاء المخاطي حيث تكبر تدريجيًا وتكوّن نتوءات على شكل غُدد تُسمّى زوائد أنفية (بوليبات).

ويضيف د. مارشيك، الذي يرأس الجمعية الإسرائيلية لأمراض الأنف، أن علاج المرض يبدأ بوسائل "تقليديّة"، مثل غسل الأنف بالماء والملح واستخدام الستيرويدات بالبخّاخ، أو أقراص للتقليل من حدّة الالتهاب.

وبما أن العلاج المتواصل بواسطة الستيرويدات ينطوي على آثار جانبية خطيرة، هناك حاجة للجوء إلى علاج آخر. ويتمثّل هذا العلاج بعملية جراحية بالجيوب الأنفية تسمّى "FESS"، والتي تتمّ بواسطة كاميرا (عمليّة تنظيرية). وتهدف العملية إلى إعادة الأداء السليم للأنف والجيوب الأنفية، وتوصي الجمعية الإسرائيلية لأمراض الأنف الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن مع زوائد لحمية، بالتوجّه إلى الخبراء في هذا المجال للحصول على أفضل علاج لمرضهم والتخلّص من المعاناة المستمرّة.

"بعد أربع عمليات أصبحت أستمتع بطعم الأكل الشّهي"

يقول كوهين انه بعد تشخيص حالته تمّ تحويله للخضوع لأول عملية لإزالة الزوائد اللحمية في مستشفى آخر، وقد تحسّنت حالته لفترة مُعيّنة، ولكن بعد ذلك تدهورت حالته. وبعد ثلاث سنوات تمّ تحويله للخضوع لعملية أخرى. وبعد مرور 3 سنوات طُلب منه الخضوع لعملية أخرى. ويقول كوهين: "قالوا لي أن أذهب إلى مستشفى كبير، فذهبت، وهناك نصحوني بالتوجّه إلى أحد الأطبّاء، وبعد 4 أو 5 سنوات اضطررت للخضوع للعمليّة الرابعة"، ويضيف بأنه كان يتلقّى الستيرويدات قبل كل العمليات للتقليل من الزوائد اللحميّة قبل ازالتها، وبعد كلّ عملية كان يستعيد حاسّة الشمّ لأسبوعين- شهر، حيث بدأ يستمتع بطعم الأكل الشهّي.

ويقول كوهين: "من أجل الخضوع للعمليّة الخامسة توجّهت إلى مستشفى آخر، وهناك قال لي الطبيب إنه سيقوم بتقويم الحاجز بالأنف لمساعدتي على التنفّس، وفعلًا قاموا بذلك حيث خضعت لعمليّتين في نفس الوقت، ولكن دون جدوى". بعد مرور خمس سنوات وصل كوهين للخضوع للعمليّة السادسة، ويقول: "عانيت طوال الوقت من الرشح المُزمن ومن نشوء زوائد لحمية عددها 20-30 في كل واحدة من فتحتيّ الأنف، ما أدّى إلى انسداد مسالك التنفّس. بالإضافة إلى ذلك بدأت أعاني من الصداع وأتنفّس عن طريق الفمّ، واصلت ممارسة الرياضة وركوب الدراجة الهوائية والتنزّه...والتنفّس عن طريق الفم!".

ويتابع كوهين: "بين عملية وأخرى، جرّبت كل علاج سمعت عنه. تناولت الأدوية واستخدمت أجهزة الاستنشاق، ولكن دون فائدة. جرّبت طريقة العلاج المعروفة بـ "ريكي" (علاج الطاقة) كل مساء، وبالفعل ساعدتني بعض الشيء حيث عادت إليّ حاسة الشمّ لعدّة أشهر، ولكن حتّى هذه الطريقة لم تعد تساعدني. وهكذا، قبل 9 سنوات، بعمر 52 سنة وصل كوهين للعملية السابعة. ويقول: "بعد العملية عانيت من أزمة نفسية، أيقظوني ولكنني شعرت بأنني غير قادر على التنفّس. قاموا بوصلي بجهاز الأكسجين، ومع ذلك شعرت بأنني أختنق. ولكن بعد أن رأيت أولادي ارتحت وبدأت أتنفس. في الحقيقة كان ذلك حدثًا صادمًا فقرّرت أن لا أخضع لأي عمليّة أخرى".

ولكن وضع كوهين تدهور ثانيةً فعاد إلى الطبيب. ويقول: "قلت للطبيب صحيح أنني أعاني، لكنني لا أريد الخضوع لأي عملية. باستطاعتي أن أقدّم لك محاضرة عن كل ما هو موجود في هذا المجال، "ألا يوجد جديد تحت الشمس؟!" وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما قال الطبيب: "نعم! يوجد ما هو جديد- دواء بيولوجي قد يكون ملائمًا لك".

حوالي 50% من المرضى يعانون من الرّبو (أستما)

يقول د. مارشيك: "بعض المتعالجين الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفيّة المزمن مع زوائد لحميّة (حوالي 20%) حتى وإن خضعوا لعملية "FESS" كاملة بواسطة خبير ‏في المجال، لن يتخلصوا من المرض المزمن، وفي مثل هذه الحالات قد يساعد العلاج البيولوجي على تحسين جودة حياتهم". ويضيف د. مارشيك أن حوالي 50% من مرضى الزوائد اللحمية (بوليبات) يعانون من الرّبو.

17% تقريبًا منهم سيصابون بالرّبو والزوائد اللحميّة (بوليبات) والتهاب الجلد المعروف بـ "أتوبيك ديرماتيتيس" وسبب ذلك هو أن مصدر هذه الأمراض هو مشترك: ردّة فعل التهابيّة مزمنة، تسمّى "التهاب من نوع 2" وهو التهاب غير ناجم عن دخول بكتيريا أو فيروسات أو مواد غريبة للجسم وإنما نتيجة عمليات ومراحل تحدث بالجسم. "التهاب من نوع 2" يؤدّي إلى تشويش مراقبة عمل الجهاز المناعي لأسباب لم تعرف بعد.

الدواء الذي تحدّث عنه الطبيب هو دواء بيولوجي يعمل ضد خلايا التهابيّة مُعيّنة مرتبطة بالتهاب من نوع 2.

‏ويقول كوهن: "حصلت على أول حقنة وبعد خمسة أيام شعرت بتدفّق الهواء في إحدى فتحتَي الأنف، وبعد بضعة أيام حدث الأمر ذاته في فتحة الأنف الثانية. أصبحت قادرًا على التنفس بشكل أفضل حيث توسّعت فتحتا أنفي كثيرًا. الآن وبفضل التحسّن الذي طرأ على حالتي أتمنى أن أستعيد حاسة الشّم والذوق لأستمتع بالمأكولات التي أحضّرها".

لمزيد من المعلومات والأسئلة يجب التوجه إلى الطبيب المعالج.

heightقد يهمك ايضا