اغلاق
اغلاق

هذا هو الفطر الصغير السام!

Wazcam, تم النشر 2023/11/07 11:53

عدد حالات التسمّم في إسرائيل – كعدد الفطر بعد المطر؟ دراسة جديدة تكشف عن أنماط التسمّم من الفطر البرّي في بلادنا، حيث الضحايا الرئيسيون هم الأطفال حتى سن 6 سنوات، وكذلك الرجال. وفي أي الأماكن تحدث معظم حالات التسمّم؟ لا، ليس في الغابات الكثيفة، بل في حدائق وملاعب العشب المعروفة للجميع.

 

 

 

بقلم: رعوت ألون - زاڨيت

 

 

 

لو كنتم من جيل الثمانينيات أو التسعينيات، فمن المرجّح انكم، أنتم أيضًا، كنتم من متابعي مسلسل "السنافر"، فقد كانت تعيش هذه المجموعة المرحة، والتي كانت تعاني من مضايقات "شرشبيل" الشرير، داخل الفطر الأحمر المنقّط بنقاط بيضاء، والتي أصبحت واحدة من السمات المميزة لمسلسل الأطفال الشهير. الحقيقة الأقل شهرة حول هذه المسلسل، (حتى لمشاهديه الدائمين)، هي أن هذا الفطر الأحمر، الذي يبدو بالنسبة للأطفال حول العالم، كمنزلٍ وادعٍ، ليست سوى "غاريقون الذباب"، (أمانيتا موسكاريا, Amanita muscaria)، وهو نوع من الفطر السام، والذي يمكن أن يسبّب تناوله، هلوسة شديد، من ضمن أشياء عديدة أخرى.

 

 

 

لذلك، على الرغم من عدم وجود هذا الفطر الأحمر في البلاد، إلّا أن "أقاربه" الثلاثة من نفس العائلة، (فصيلة الفطريات الأمانيتية)، من بين المسبّبين لأسوأ حالات التسمّم التي حدثت عندنا. ومؤخرًا، أجريت دراسة جديدة، قُدّمت في المؤتمر الإسرائيلي الأول حول الفطر البرّي، والتي ستنشر قريبا في مجلة "ياعر"، ومجلة "علم الفطريات"، تُلقي المزيد من الضوء حول التسمّم في إسرائيل، حيث وجدت الدراسة، من ضمن ما وجدت، أن حوالي %40 من حالات التسمّم تحدث بين الأطفال حتى سن 6 سنوات. هذه الأرقام مقلقة، أيضا لأنه منذ تفشي جائحة فيروس كورونا في عام 2020، سُجّلت زيادة في حالات التسمّم في إسرائيل.

 

 

 

علاقة المواطنون بالفطر

 

 

 

وفقا لاستطلاع أجرته جمعية الفطر البري في اسرائيل، هناك ما يقرب من 750 نوعًا معروفًا من الفطريات، 135 نوعًا منها صالح للأكل، وحوالي 600 نوعًا منها موجودة على الحد الفاصل بين الصالحة للأكل بظروف معينة، وبين الاشتباه بأنها سامّة، أو تنقصنا المعلومات حولها. 3 أنواع تحتوي على المُهلوِسات، (المواد ذات التأثير النفساني التي يمكن أن تسبب الهلوسة)، و3 أنواع هي، (أمانيتا فيرنا – Amanita verna) صاحب "القبعة" البيضاء، (أمانيتا فلويدس – Phalloides Amanita) وقبتها الكروية، وفطر (مظلّة حراشف السم – Lepiota brunneoincarnata)، الذي يحتوي على سموم (من مجموعة السيكلوببتيد)، والتي تعطّل جهاز إنتاج البروتين في الجسم، وتُضر بالكبد بشكل أساسي، والتي يمكن أن يؤدي أكلها إلى الوفاة.

 

 

 

الدراسة الجديدة، التي أجرتها الدكتورة داليا ليفنسون، عالمة الفطريات، من معهد "شامير" للأبحاث، والطالب أفيعاد غاؤون، والدكتورة ألونا بيكاتوفا، من "حدائق كيو" في إنجلترا، وبالتعاون مع البروفيسور ديدي بنتور، والدكتورة ياعيل لوريا، من المعهد القُطري لمعلومات السموم في مجمّع "رمبام" الطبي، وقُدّمت في  المؤتمر الأول حول الفطر البرّي في إسرائيل ، الذي عقدته جمعية الحياة البرّية الإسرائيلية، الجمعية الإسرائيلية لعلوم البيئة والمحيط،  "كاكال"، معهد "شامير"، "ميغال" - معهد بحث علمي في الجليل، كلية الزراعة والأغذية والبيئة والكلية الأكاديمية "تل- حاي"، درست ظاهرة التسمّم من الفطر البرّي في إسرائيل.

 

 

 

تُظهِر الدراسة، أن عام 2020 كان نقطة تحول في العلاقات بين الناس والفطر، فمع تفشي جائحة كورونا، خرج عدد أكبر من السكان إلى أحضان الطبيعة بالقرب من منازلهم، وأخذ الاهتمام بجمع الفطر البرّي بالازدياد، فترافق ذلك مع حالات التسمّم. بالإضافة إلى ذلك، تقول د. ليفنسون، إن المنشورات العديدة في وسائل التواصل الاجتماعي، من مرشدين للتنقيب، وهواة جمع الفطر على حد سواء، كان لها تأثير على هذا المسار. وتشرح قائلةً: "إن التنقيب عن الفطر يُذكّر بالصيد، من حيث إنه يُشعل الإثارة والفضول، وغريزة المغامرة لدينا".

 

 

 

وفقا لليفنسون، فقد ساهم الفطر بحد ذاته في هذا الاتجاه التصاعدي، حيث توفّرت له الظروف المثلى للنمو. في عام 2020، بدأ هطول الأمطار عندما كان الطقس لا يزال حارًا ورطبًا، مما أدّى إلى زيادة نموّها بكثرة.

 

 

 

سامة أو غير سامة، هذا هو السؤال

 

 

 

وجدت الدراسة الجديدة، أنه بين الأعوام 2010 و 2020، حصلت 614 حالة تسمم بالفطر البرّي، وبالمقارنة مع دول أخرى، نحن في وضع جيد جدًا، ففي حين أن %0.17 فقط من جميع طلبات الاسعاف على خلفية التسمّم في إسرائيل، كانت بسبب تناول فطر سام، فانه في سويسرا، على سبيل المثال، كانت النسبة %1.7.

 

 

 

ومن بين هذه الحالات البالغ عددها 614 حالة، كان %41 من بين البالغين (أكثر من 18 عاما)، و %39 منها من بين الأطفال (حتى سن 6 سنوات)، %9 من بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه الحالات أكثر شيوعا بين الرجال. وفقا لليفنسون، يميل الأطفال إلى أن يكونوا فضوليين، وبالتالي يتذوقون أشياء غريبة تصادفهم في طريقهم، وعلى الأرض، من بينها ثمار الفطر.

 

 

 

بصرف النظر عن أصناف الأمانيتا، ومظلّة حراشف السم، المسبّبين لأشدّ حالات التسمّم، إلّا أن الفطريات من الجنس[RW1]  إنسيب (Inocybe)، التي تحتوي على السم الذي يسبب، من ضمن ما يُسبّب، زيادة إفراز اللعاب والعرق، انقباض حدقة العين، وانخفاض في ضغط الدم، ومن نوع (موليبدات الكلوروفيلوم, Chlorophyllum molybdites)، التي تسبب اضطرابات حادّة في الجهاز الهضمي، هي أكثر حالات التسمّم شيوعا في البلاد.

 

 

 

في حين أن معظم حالات التسمّم تحدث في فصل الشتاء، لأن هذا هو الموسم الذي تنمو فيه معظم فطريات، إلّا أنّ موليبدات الكلوروفيلوم، تنمو تحديدًا في فصل الصيف، في السهول العشبية، وبالتالي فهي مسؤولة عن معظم حالات التسمّم في أشهُر الحرّ، وإذا كنت، أنت أيضا، تظن أن المكان "الملائم" لجمع الفطر الذي يتبيّن لاحقًا أنه مميت، هو الغابات، فقد تُفاجأ عندما تكتشف أن الملاعب والحدائق العشبية، العامة منها والبيتية، هي المكان الذي نبتت فيه ثمار الفطر، التي أدّت لمعظم حالات التسمّم.

 

 

 

الفطر شيء رائع

 

 

 

إذن كيف نستمر في جمع الفطر، ولكن أيضا نحمي أنفسنا من التسمّم؟ تقول ليفنسون: "لا يمكن أن يعتمد التمييز بين الفطر السام والفطر الصالح للأكل على الرائحة أو الطعم أو الطهي من أجل تحييد السموم، لأنها تحتوي على مواد مقاومة للحرارة"، لذلك، توصي بعدم جمع الفطر دون مرشد مؤهل، أو بدون معرفة مسبقة ومعمّقة. "إن النشر حول حالات التسمّم، وزيادة الوعي بين الجمهور حول أخطار الفطر، يمكن أن يساعد في الحد من حالات التسمّم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم إبعاد الأطفال عن الفطريات التي تنمو في المروج الخضراء ". 

 

 

 

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن استهلاكها غير السليم، يمكن أن يؤدي إلى المرض وحتى الموت، إلا أن الفطريات ضرورية لنا جميعا، فهي مسؤولة عن تفكيك مواد طبيعية، وإعادة تدويرها، وتساهم في نمو أشجار ونباتات، وتُستخدم في صنع أدوية مختلفة، مثل البنسلين.

 

 

 

 

 

من أجل كل هذا، سيكون من المفيد حماية الفطر بشكل أفضل من أذى البشر، وكما توضح ليفنسون فإن "التغيرات المناخية، مثل سنوات الجفاف، وعمليات التحضّر المتسارعة، التي تقلص من المناطق الطبيعية، تضر بانتشارها".

 

 

 

بالإضافة إلى ذلك، إسرائيل بلد شبه صحراوي، وبالتالي فإن كمية الفطر هنا صغيرة مقارنةً بمناطق أخرى. لذلك، فإن أهمية المحميات الطبيعية لحماية انتشار الفطريات، أمر بالغ الأهمية، حيث تقول ليفنسون: "بدون المحميات الطبيعية في إسرائيل، حيث يُحظر جمع الفطر، سيكون، على الأرجح، وضع الفطريات أسوأ مما هو عليه"، لذلك، نحن بحاجة إلى توجيه الجمهور نحو الحفاظ على الطبيعة، والتجميع المتواضع، حتى يستمر الفطر في في النمو هنا في السنوات القادمة."

 

קרדיט: Green-spored Parasol - Poisonous, Photo by Yehudit Golan

أعدّت المقال “زاڨيت" – وكالة الأنباء التابعة للجمعيّة الإسرائيلية لعلوم البيئة

 

 

 

heightقد يهمك ايضا