اغلاق
اغلاق

الكوليسترول لا يزال مرتفعًا؟ ما زال هناك أمل

Wazcam, تم النشر 2023/09/09 18:29

وفقًا لبيانات البرنامج الوطني لمؤشّرات جودة الطب المجتمعي في إسرائيل، يعاني 25% من المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا من ارتفاع الكوليسترول في الدّم. ما هو العلاج الفعّال ولماذا نحو 70% من المرضى غير قادرين على خفض مستويات الكوليسترول المرتفعة لديهم؟

ارتفاع الكوليسترول هو سبب رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تشكّل السبب الرئيسي للوفاة في العالم. وفقًا لبيانات البرنامج الوطني لمؤشّرات جودة الطب المجتمعي في البلاد، يعاني 25% من السكّان المحليين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا من ارتفاع الكوليسترول في الدم.

 

أحدث إطلاق أدوية الستاتين قبل 25 عامًا ثورة في علاج الكوليسترول. وأثبتت العديد من الدراسات أن هذه الأدوية، التي تساعد على خفض مستويات LDL في الكوليسترول وتساعد أيضًا على منع تراكم الترسّبات في جدران الأوعية الدموية (تصلّب الشرايين)، قد قلّلت بشكل كبير من حجم الإصابات والوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.

 

عندما لا يؤدّي العلاج بالستاتين إلى خفض مستويات الـ LDL (الكوليسترول الضار) بشكل كافٍ، فإن التوصية هي دمج أدوية أخرى مثل "ازيتيمب" والأدوية الماصّة لأملاح الصفراء (المرارة).

ومع ذلك، وعلى الرّغم من توفّر هذه العلاجات في سلة الأدوية، لا يزال 72% من المرضى في البلاد الذين تم تعريفهم على أنهم معرّضون لخطر كبير يفشلون في خفض مستويات LDL إلى القيم التي أوصى بها الأطباء.

جيل جديد من الأدوية البيولوجية يزيد من فاعليّة العلاج بنسبة تصل إلى 60 %.

 

التقدّم في العلوم والطب يمكّن الآن من علاج المرضى الذين تفشل أدوية الستاتين والعلاجات الأخرى في خفض ال- LDL إلى القيم المطلوبة.

وفي العام الماضي وافقت إدارة الأدوية الأمريكية (FDA) على استخدام اثنين من الأدوية البيولوجية الجديدة من نوع مثبّطات PCSK9، بعد أن أظهرت نتائج مبهرة في خفض مستويات الكوليسترول الضار، وكذلك تقليل الأزمات القلبية المتكرّرة وتقليص حجم (لويحات) تصلّب الشرايين. هذه الأدوية مسجلة في سجلّ الأدوية الإسرائيلي.

لماذا تعتبر الأدوية البيولوجية فعّالة في خفض LDL بالإضافة إلى استخدام الستاتين؟

"هذه الأدوية لها آلية عمل مختلفة عن الستاتين"، يوضّح الدكتور دوف جافيش، مدير قسم الطب الباطني في مستشفى فولفسون وأخصائي أمراض القلب الوقائية. ويضيف الدكتور جافيش أن PCSK9 هو بروتين يلعب دورًا مهمًّا في آلية تنظيم ومراقبة مستويات الكوليسترول الضار في الدم. يسبّب هذا البروتين تفكيك مستقبِلات LDL على سطح خلايا الكبد، والحدّ من كمّيتها وبالتالي تقليل إخلاء جزيئات LDL من الدّم"ِ.

قبل حوالي عقد من الزمن، تبيّن أن الأشخاص الذين يعانون من طفرة جينية تقلّل من نشاط PCSK9 لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول الضار وانخفاض كبير في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. شكّلت هذه النتيجة المهمّة حافزًا لتطوير أدوية من شأنها "محاكاة" الطفرة الجينية وتثبيط نشاط PCSK9.

وفعلًا، وفي غضون فترة زمنية قصيرة، تم تطوير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي ترتبط ببروتين PCSK9 وتمنع نشاطه. يتم إعطاء هذه الأجسام المضادة عن طريق الحقن تحت الجلد بمعدّل مرة كل أسبوعين إلى مرّة واحدة في الشهر.

وهكذا على سبيل المثال، في الدّراسات واسعة النطاق التي أجريت على أول دواء مثبّط ل- PCSK9 معتمد من الـ FDA، ثبت أن العلاج بجرعة 150 ملغم عن طريق الحقن كل أسبوعين جنبا إلى جنب مع العلاج الحالي (الستاتين) يقلّل بشكل كبير من مستويات الكوليسترول الضار، حتى 60% أكثر من العلاج بالستاتين وحده.

متى يوصى بإعطاء الأدوية البيولوجية الجديدة لعلاج الكوليسترول LDL؟

"في العام الماضي، تم تحديث التعليمات لعلاج الكوليسترول LDL وتم دمج مثبّطات PCSK9" ، يوضح الدكتور جافيش. وأوصت جمعية أمراض القلب الأمريكية بأن يدرس الأطباء إمكانية إعطاء مثبّطات PCSK9 إضافية أو استبدال الأزاتيميب بمثبّطات PCSK9 لدى المرضى المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والذين تم استنفاد علاجهم بالستاتين والأزاتيميب ولم يصلوا بعد إلى قيم الـ LDL المستهدفة.

لاحقًا، نشرت الجمعية الأوروبية لأمراض القلب توجيهات مهنية جديدة، تشمل سلسلة من خطوط العلاج التي من المتوقّع أن تساعد كل مريض في الوصول إلى مستويات الكوليسترول المستهدفة، إلى جانب الحفاظ على نمط حياة صحي:

خطّ العلاج الأول- العلاج بأدوية الستاتين بأعلى جرعة يمكن تحمّلها حتى يتم تحقيق هدف العلاج.

خطّ العلاج الثاني- بالنسبة للمرضى الذين لا يتحمّلون الستاتين أو الذين لا يحقّقون هدف العلاج بالستاتين بالجرعة القصوى، يوصى باستخدام أزاتيميب، وهو مستحضر يمنع امتصاص الكوليسترول في الأمعاء.

خطّ العلاج الثالث- بالنسبة للمرضى المعرّضين لخطر كبير جدًا من الأزمات القلبية ومشاكل الأوعية الدموية والذين لديهم مستويات عالية من الـ LDL على الرّغم من العلاج بالستاتين بالجرعة الأكثر تحمّلًا بالإضافة إلى الأزاتيميب، وكذلك المرضى الذين يعانون من عدم تحمّل الستاتين ولديهم مستويات عالية من الـ LDL على الرغم من العلاج بواسطة الأزاتيميب، ينبغي فحص أمكانية استخدام أدوية جديدة من عائلة مثبّطات PCSK9.

من هم المرضى الذين من المتوقّع أن يستفيدوا من الأدوية البيولوجية الجديدة؟

 

ويوضح الدكتور جافيش: مثبّطات PCSK9 تتيح، لأول مرّة، تقديم علاج وقائي فعّال للمرضى الذين لا يحصلون على علاج يساعدهم على الوصول للمستويات المستهدفة". ويفصّل: "تشمل هذه المجموعة من المرضى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب النشِطة (خاصة أولئك الذين أصيبوا بنوبة قلبية مؤخّرًا)، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي)، والأشخاص الذين يعانون من فرط كوليسترول الدم العائلي ( مرض وراثي شائع إلى حد ما يُضعف عمليات أيض الكوليسترول في الجسم ويؤدّي إلى مستويات LDL عالية جدًا في سنّ مبكرة) والمرضى غير القادرين على الاستمرار في العلاج بالستاتين بسبب آثارها الجانبية المختلفة (آلام العضلات، ضعف القدرات الذهنية واضطرابات وظائف الكبد وغيرها).

 

ويخلِص د. جافيش: على أي حال، قبل الموافقة على العلاج بالأدوية الجديدة، يجب استنفاد العلاج بالأدوية الموجودة، بما في ذلك الستاتين والأزاترول، لمدّة 3 أشهر كاملة على الأقل وإحالة المريض إلى اختصاصي كوليسترول في إطار صندوق المرضى.

 

 

 

 

 

heightقد يهمك ايضا