اغلاق
اغلاق
 

“اليوم يوم العدس” - سر ارتباط شوربة العدس بالشتاء في بلادنا

Wazcam, تم النشر 2025/12/29 9:54

في مخيلة كل منا تتربع ليالي الشتاء بتفاصيلها الكثيرة، وسط الجو العائلي الدافئ والتجمع حول الموقد، إلا أن ارتباط الذاكرة بالطعام المعتاد لأمهاتنا وجداتنا يجعلننا نستذكر فوراً شوربة العدس وهي على الموقد تنتظرنا لنشعر بالقليل من الدفئ بعد يوم طويل إما في المدرسة أو العمل، والكلمة الدائمة على لسان أمهاتنا “الشوربة بتدفيك..كلها فيتامينات”، ومع اقتراب الفصل المعهود لشوربة العدس لا بد من رواية قصصها وأمثالها الشعبية وسر ارتباطها بفصل الشتاء، وعلاقتها بالاكتئاب وتحسن المزاج.

سر ارتباط شوربة العدس بالشتاء


يكمن سر ارتباط شوربة العدس بالشتاء في حبات العدس الصغيرة التي تعد صديقة الشتاء الأولى، فطبق شوربته الدافئ يمنح الجسم طاقة وحرارة بفضل احتوائه على الكربوهيدرات ونسبة عالية من البروتين، تعادل تقريباً ما يوجد في اللحوم الحمراء، مما يساعد على زيادة حرق السعرات ومد الجسم بالنشاط.

إلى جانب ذلك، يتميز العدس بأنه سهل الهضم وسريع الامتصاص، ويحتوي على كمية كبيرة من الألياف التي تحافظ على صحة الجهاز الهضمي، فتُسهل عمل المعدة، وتساعد على امتصاص السكريات، وتقلل من الكوليسترول في الدم، كما تقي من الإمساك.

ولا يتوقف الأمر هنا، فالعدس غني بالحديد والكالسيوم والفسفور وفيتامين (ب) المركب، مما يجعله غذاءً مهماً للوقاية من فقر الدم، وتقوية الأعصاب، والعظام، والأسنان.

ولأنه غني بالألياف والبروتينات، فهو يمنح إحساساً بالشبع لفترة أطول، لذلك يُنصح دائمًا بإدخاله ضمن الأنظمة الغذائية والحميات.

ما علاقة العدس بنزلات البرد؟


لا بد أن أصبت بنزلات برد خلال الشتاء، وطبعاً الطبق المعالج كان شوربة العدس، فالحقائق العلمية لا تكذب، حيث يُعد العدس من الأطعمة الغنية بالبروتينات والألياف والمعادن، وهو يمنح الجسم طاقة ودفئاً في الشتاء، لكن أهميته تزداد عند الإصابة بنزلات البرد.

تشير الأخصائية في التغذية العلاجية غادة الصايغ إلى أن العدس يساهم في تقوية مناعة الجسم ومساعدته على مواجهة العدوى الفيروسية. ومع ذلك فإن فعاليته تزداد عند تناوله مع البصل الأخضر. السبب العلمي في ذلك أن البصل يحتوي على عناصر مهمة مثل الزنك والسيلينيوم، وهما عنصران أساسيان لرفع كفاءة جهاز المناعة، وحماية الأغشية المخاطية في الأنف والحنجرة، وتنظيم مستوى الأكسجين في الجهاز التنفسي.

أما تناول العدس منفرداً خلال فترة نزلة البرد، فقد لا يكون كافياً لدعم جهاز المناعة، بل قد يسبب ضعفاً نسبياً في الاستجابة الدفاعية للجسم. لذلك يُوصى بالجمع بين العدس والبصل الأخضر لتحقيق الفائدة الكاملة في مقاومة البرد.

فوائد العدس على الجسم


العدس من الأطعمة التي عُرفت منذ القدم بفوائدها الكثيرة، فقد ذكره داوود الأنطاكي في كتاب “التذكرة” كغذاء دوائي مهم، بينما وضعت الدراسات الحديثة العدس ضمن قائمة أكثر خمسة أطعمة صحية في العالم، بل وتفوق على اللحوم في بعض الجوانب الغذائية.

يتميز العدس بغناه بالألياف الغذائية وحمض الفوليك، وهما عنصران أساسيان لدعم صحة القلب. فالألياف تساعد على خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم، بينما يساهم حمض الفوليك في حماية الأوعية الدموية والوقاية من أمراض القلب والشرايين.

كما يحتوي العدس على عنصر السيلينيوم، وهو معدن نادر له دور كبير في تقوية الجهاز المناعي. يعمل السيلينيوم على تحفيز نشاط الخلايا التائية المناعية، ما يعزز قدرة الجسم على مقاومة نمو الخلايا السرطانية، ويقلل من احتمالية الإصابة بالأورام.

وإلى جانب ذلك، يضم العدس مجموعة من مضادات الأكسدة التي تساعد على ضبط مستويات الأنسولين في الجسم، مما يجعله غذاءً مناسباً لمرضى السكري، إذ لا يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في معدل السكر بالدم.

أما بالنسبة للجهاز التنفسي، فإن العدس يوفر كميات جيدة من الزنك وفيتامين C، وهما عنصران يرفعان مناعة الجسم ضد العدوى الفيروسية، ويساعدان على تخفيف التهابات الحلق واحتقانه في فصل الشتاء.

لكن في المقابل حذرت الدكتور غادة من الإكثار في تناول العدس حيث إنه يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، إذ يسبب عسر الهضم، ويؤدي إلى الانتفاخ، والإمساك، وبالتالي الإفراط به يسبب نقص المناعة بشكل ملحوظ.

العدس دواء للإكتئاب


يتغير المزاج مع بداية فصل الشتاء بتغير التوقيت، حيث يقل عدد ساعات النهار وتنخفض كمية أشعة الشمس، مما يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية في الجسم. هذا التغير يتسبب لدى كثير من الأشخاص في حالة تُعرف باسم “اكتئاب الشتاء” أو الاكتئاب الموسمي، والتي ترتبط بانخفاض مستوى مادة السيروتونين في الدماغ، وهي الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج والشعور بالسعادة.

ورغم أن بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة تساعد على رفع هرمون السعادة في الجسم، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أن العدس يتمتع بقدرة مميزة على تحسين الحالة النفسية. فقد أوضحت دراسة أمريكية نُشرت على موقع Healthline أن العدس يُعد من الأطعمة المهمة في محاربة الاكتئاب، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى احتوائه على حمض الفوليك، وهو أحد فيتامينات مجموعة B.

يُشير الباحثون إلى أن نقص حمض الفوليك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب، حيث وُجد أن ما يقارب 40% من المرضى الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب يعانون بالفعل من نقص في هذا الفيتامين. لذلك يُنصح بتناول كمية منتظمة من العدس المطهو يومياً لتغطية حاجة الجسم من حمض الفوليك ودعم التوازن النفسي.

إضافة إلى ذلك، يحتوي العدس على عنصر الزنك، الذي يلعب دورًا مهمًا في وظائف الدماغ وتنظيم النواقل العصبية. نقص الزنك في خلايا الدم يرتبط بتراجع القدرات الإدراكية وظهور أعراض الاكتئاب، بينما يساعد توفره بكميات كافية على تحسين المزاج ودعم الصحة النفسية.

أضرار العدس


بالرغم من الفوائد الصحية العديدة للعدس، إلا أن تناوله بكميات كبيرة قد يسبب بعض المشاكل الهضمية. من أبرز هذه المشاكل الإمساك والانتفاخ، وذلك بسبب ارتفاع محتواه من الألياف التي قد تكون صعبة الهضم عند الإفراط في تناولها.

كما قد يؤدي العدس إلى زيادة حدة المشكلات لدى مرضى القولون العصبي، لأن الكربوهيدرات المخمرة الموجودة فيه تتفاعل مع بكتيريا الأمعاء مسببة الغازات والانزعاج. بالإضافة إلى ذلك يحتوي العدس على مواد مضادة لإنزيم التريبسين المسؤول عن هضم البروتينات، مما قد يؤدي إلى سوء الهضم عند بعض الأشخاص.

إضافة إلى ذلك، يحتوي العدس على مادة الفايتيت (Phytate) التي تقلل من قدرة الجسم على امتصاص بعض المعادن مثل الحديد والكالسيوم والزنك من الأطعمة الأخرى، لذلك قد يؤثر الإفراط في تناوله على التوازن الغذائي.

ولتقليل هذه المشكلات، ينصح باتباع بعض الإجراءات العلمية مثل شرب كمية كافية من الماء يومياً، تقسيم حصص العدس على وجبات متعددة بدلاً من تناول كمية كبيرة دفعة واحدة، وزيادة الكمية تدريجياً للسماح للجهاز الهضمي بالتكيف. هذه الخطوات تساعد بشكل كبير على التخفيف من الانتفاخ وعسر الهضم وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.

أمراض تمنعك من تناول العدس


رغم فوائد العدس العديدة، هناك بعض الحالات الصحية التي تستدعي الحذر أو الامتناع عن تناول شوربته. على سبيل المثال، مرضى حساسية البقوليات يجب عليهم تجنب العدس، لأن الجسم يفرز في هذه الحالة مادة الهيستامين، مما قد يسبب أعراضًا مزعجة مثل الحكة، الطفح الجلدي، أو تورم الأنسجة.

كما يُنصح مرضى القولون العصبي بعدم تناول العدس، لأنه قد يفاقم اضطراباتهم الهضمية مثل الانتفاخ، الغازات، وتقلصات المعدة بسبب صعوبة هضم الكربوهيدرات المخمرة الموجودة في البقوليات.

بالنسبة للأشخاص المصابين بـ أنيميا الفول، يشكل العدس خطرًا كبيرًا، لذلك يجب الابتعاد عنه تماماً لتجنب أي مضاعفات صحية. كما أن مرضى الكلى ينبغي عليهم الحذر، لأن العدس يحتوي على نسب عالية من الأكسالات التي قد تزيد خطر تكوّن الحصوات.

أما مرضى النقرس، فشوربة العدس قد تؤثر سلباً عليهم، لاحتوائها على نسبة مرتفعة من البيورينات التي تزيد من مستوى حمض اليوريك في الدم. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأنيميا أو هشاشة العظام، فإن أحماض الفايتيك الموجودة في العدس تقلل قدرة الجسم على امتصاص الحديد والكالسيوم، ما يجعل العدس غير مناسب لهم.

من ناحية أخرى، يعتبر العدس مناسباً لمن يتبعون الرجيم أو الحميات الغذائية، لأنه غني بالألياف والبروتين النباتي، مما يمنح شعوراً بالشبع لفترة طويلة. مع ذلك، يجب تناوله باعتدال، لأن الإفراط فيه قد يؤدي إلى زيادة الوزن بسبب محتواه من الكربوهيدرات.

العدس والتاريخ


يرتبط العدس بتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، فقد كان يُعرف في العصور القديمة باسم “الأدس” وفقاً للغة الهيروغليفية، وهو أحد أقدم الأغذية التي عرفها الإنسان. وورد ذكره في القرآن الكريم في قصة بني إسرائيل مع النبي موسى عليه السلام، عندما طلبوا منه تنويع طعامهم متعللين بأنهم لن يصبروا على أكل نوع واحد. فاستجاب الله لهم قائلاً: “فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقتائها وقومها وعدسها وبصلها”، مؤكدًا مكانة العدس كغذاء أساسي في حياة الناس آنذاك.

كما ذُكر العدس في التوراة في قصة عيسو، أخي النبي يعقوب عليه السلام، الذي تخلى عن زعامة العائلة مقابل وجبة عدس اشتاق لتناولها. وكان العدس آنذاك من الأطعمة المفضلة والمستخدمة حتى في المآتم، كما نجده في العهد القديم طعاماً لأيام القحط والحزن، بينما اعتبره الرومان غذاءً للطبقات الفقيرة والمتقشفة، وكأنه رمز للبساطة والاعتماد على ما توفره الأرض.

أما في أوروبا، فكان للعدس مكانة غريبة في المعتقد الشعبي، فقد اعتقد البعض أن من يأكل عدساً سيصاب بسوء المزاج، وحتى أن من عض شخصاً أكل العدس لتوه قد يُصيب بالموت خلال الأيام الثلاثة التالية، مما يعكس الغرابة والرمزية التي حوّلت العدس إلى غذاء له أبعاد ثقافية ومعتقدية مختلفة عبر العصور والمناطق.

الأمثال الشعبية والعدس


لطالما كان العدس رفيق الإنسان في حياته اليومية، حتى أصبح جزءاً من حكاياته وأمثاله الشعبية. ففي كل زاوية من الوطن العربي، حمل العدس على عاتقه دروساً وحكماً، وكأنه يروي القصص من بين حباته الصغيرة. في مصر، يقولون: “اللي ما يعرفش يقول عدس”، وكأن العدس هنا يرمز إلى الحقيقة التي يعرفها القليل ويغفلها الكثير. أما في العراق، فتعبر الأمثال بنفس المعنى، لكن بصياغة محلية: “اللي يدري يدري واللي ما يدري كضبة عدس”، أي أن الحقيقة واضحة كالعدس في كف اليد. وفي اليمن، يسمونه “بلسن” فيقال: “اللي مش داري يقول بلسن”، فتظل حبات العدس نفسها حاملة للمعنى العميق عبر البلدان.

وفي بلاد الشام، يزداد الربط بين العدس والمواسم: “إذا جاء الشتاء أعدس وأبصل”، كناية عن مزيج العدس والبصل في موائد الشتاء، أما العبارة الأشهر فتقول: “العدس لحمة الفقير، والعدس لحم الفلاح”، لتؤكد على قيمته الغذائية ودوره في قوت الناس البسطاء والفلاحين. ويتجلى حبه في التفاصيل اليومية: “اللي عنده فلفل يرش على شوربة العدس”، رمزاً لوجبة بسيطة مليئة بالنكهة، تجمع العدس مع الفجل والبصل والليمون دون أي مطيبات أخرى.

وفي فلسطين، ارتبط العدس حتى بمفهوم الرجولة والقوة بين الفلاحين، فيقال للشباب: “لسه ذراعك ما انتلى عدس”، أي لم تكتمل قوتك بعد، و”لساتك بدك فت عدس”، أي أن الطريق لا يزال طويلاً لتصبح قوياً وناضجاً، كما أن في الهند يروى: “الأرز جيد، لكن العدس حياتي”، لتظل الحبوب الصغيرة، رغم بساطتها، رمزاً للقوة والاعتماد على الذات، وحاملاً لحكمة تتناقلها الأجيال عبر الزمن.

ارتباطه بالتراث الشعبي العربي


لطالما ارتبط العدس بالفقراء والبسطاء، حتى صار يُعرف في الأمثال الشعبية باسم “لحم الفقرا العدس”. ومع ذلك، كان من العيب تقديمه للضيف باعتباره طعاماً متواضعاً، رغم أن تراثنا الإسلامي يروي قصة لرجل شكى قساوة قلبه للنبي، فأوصاه قائلاً: “عليك بالعدس، فإنه يرق القلب، ويسرع الدمعة”، كناية عن قدرته على تهدئة النفس وإشاعة الدفء الداخلي. ويُحكى أن معاوية بن أبي سفيان كان مولعاً بالعدس، حتى إنه كان يلتهم عدة أرطال يومياً دون أن يشبع، مما يوضح مكانة العدس في حياة الناس كوجبة مشبعة ومغذية.

أما من جهة السلم الاجتماعي، فالعدس يحمل دلالات مزدوجة، فالأغنياء غالباً يبتعدون عنه لأنه يذكرهم بماضيهم الفقير أو بأيام كانت بسيطة وصعبة، مثل أيام الدراسة الجامعية أو التدريب العسكري أو حتى السجن، حيث كان العدس جزءاً أساسياً من الوجبات. وقد أشار هيرودوت إلى أنه كان يُستخدم طعاماً لبناة الأهرام، كونه وجبة متكاملة من العناصر الغذائية. ومع مرور الزمن، أصبح العدس وجبة شعبية دافئة ومتاحة للجميع، حيث تحولت فتة العدس من طبق منزلي تقليدي إلى وجبة يمكن شراؤها من المحلات، لكنها غالباً تفتقد البهجة والدفء والحنين الذي كان يرافقها في الماضي.

في قلب صعيد مصر، ينبثق كل ربيع طقس عجيب مرتبط بالعدس، يعرفه الجميع باسم “خميس العدس” أو “العهد” أو “الفرفيطة”. في منتصف شهر نيسان، يبدأ الأهالي من المسيحيين والمسلمين في الاستعداد لشم النسيم، فتملأ رائحة العدس الأصفر الأرجاء، وتصبح رائحة اليوم بمثابة إعلان عن الاحتفال. تبدأ السيدات منذ الصباح بتحضير العدس كوجبة أساسية، ويغدو جزءاً من الطقوس اليومية، حتى إنهن يلطخن جدران البيوت بالعدس ليأكله الذباب في ذلك اليوم فقط، معتقدات تقليدية تقول إنه بذلك يُبعد الحسد والنكد عن البيت طوال العام. وحتى الطيور تدخل في هذه الطقوس، إذ يُذبح طائر ويُترك “ليفرفط” في الدار، رمزية لنشر الحظ والخير.

أما في بلاد الشام وفلسطين، فتنتشر رائحة شوربة العدس في البيوت مع كل صباح شتوي، فتخبر الجميع أن “اليوم يوم العدس”. ويضع الفلاحون بجانب الطبق بعض الخضراوات مثل الفجل والبصل والزيتون، ومن هنا جاء المثل الشعبي: “إذا عدستم فأبصلوا”، رمزاً للبساطة والدفء الذي يقدمه العدس على موائد الشتاء، وللعادات العميقة التي تربط الطعام بالهوية والمواسم.

في النهاية، يبقى العدس أكثر من مجرد طعام، فهو غذاء للجسم يغذي بالعناصر الغذائية والطاقة، ويحمي من الأمراض ويوازن المزاج، وفي الوقت نفسه يحمل بين حباته تاريخ وتراث متوارث من الأجداد سواء على موائد الشتاء الدافئة أو في الأمثال الشعبية والحكايات التراثية.

vital_signs قد يهمك ايضا