اغلاق
اغلاق

كرتون "توم وجيري" متهم بتعزيز "النمطية العنصرية"

Wazcam, تم النشر 2023/10/04 11:26

على مدار سنوات عديدة، نثرت سلسلة الرسوم المتحركة الشهيرة "توم وجيري" روح الدعابة والمرح والمتعة بين ملايين المشاهدين، كبارًا وصغارًا، وذلك منذ بداية انطلاقتها في أربعينيات القرن الماضي.

 

ورغم أنها عرفت بروح الدعابة، إلا أنها واجهت أيضًا انتقادات كبيرة، بدعوى "تعزيز صورًا عنصرية نمطية" عن الأعراق الأمريكية المختلفة، لا سيما ذوي الأصول الأفريقية.

 

أنتج كلٌ من وليام هانا وجوزيف باربيرا 114 فيلما قصيرا لتوم وجيري من عام 1940 إلى عام 1958.

 

إقرأ أيضاً

عمر سي نجم "لوبين" يشكو من العنصرية

وقد دمج هانا وباربيرا الصور النمطية العنصرية الدقيقة والصريحة في العرض، عن قصد أو عن غير قصد، تماما كما أملاها عليهم المشهد الثقافي وموازين القوى لذلك العصر.

 

إحدى الشخصيات الأكثر شهرة في توم وجيري "مامي تو شوز"، وهي خادمة أمريكية من أصل أفريقي تعطي انطباعًا سلبيًا عن النساء الأمريكيات من أصل أفريقي ذوات البشرة الداكنة.

 

وصوّرت تلك النساء وكأنهن يعانين الوزن الزائد في منتصف العمر، ويتحدثن الإنجليزية بنبرة كاريكاتيرية، وهي الإنجليزية العامية الأمريكية الأفريقية، إلى جانب أنهن جاهلات وغير جذابات ومسلوبات الإرادة.

 

أدى تصوير "مامي تو شوز" إلى إدامة الصورة النمطية السائدة في وسائل الترفيه آنذاك، حيث تصور النساء الأمريكيات من أصل أفريقي على أنهن بدينات حمقاوات، وأنهن يتصرفن بطريقة مضحكة ومثيرة للسخرية.

 

طوال العرض، غالبًا ما يتم تصوير الشخصيات السوداء على أنها شخصيات غير ذكية ومؤمنة بالخرافات وسريعة للعنف، تمامًا كما صورتها الثقافة الاستعمارية، حيث الذكاء والفطنة سمات حصرية يتمتع بها الرجل الأبيض.

 

وقد عززت هذه الصور النمطية التحيزات العنصرية وعملت على إدامة وجهات النظر المجتمعية السلبية، خاصة بعدما انتشرت السلسلة انتشار النار في الهشيم وحققت نجاحا ساحقا.

 

الأكثر من ذلك أن توم وجيري غالبًا ما قدم صورًا نمطية سلبية عن مجموعات عرقية مختلفة. على سبيل المثال، في "قطة كازانوفا" (1951)، وهي قطة من أمريكا اللاتينية وعُرضت بصورة نمطية عنصرية اقترنت بالنساء اللاتينيات.

 

استخدم هانا وبربرا عناصر أخرى يمكن اعتبارها أيضا حساسة وعنصرية. على سبيل المثال، واجهت بعض الحلقات انتقادات، مثل فيلم "ذا ميسنغ ماوس" (The Missing Mouse) عام 1952، حيث يظهر جيري في هيئة فأر يقوم بتغطية نفسه بملمع حذاء في إشارة إلى الصور النمطية للمغنيين ذوي "الوجه الأسود" في عصر الفودفيل الأمريكي.

 

وفي هذه العروض، ارتدى الممثلون البيض مكياجا أسود ومثلوا صورا ساخرة ومهينة للسود آنذاك على اعتبار أن ذلك مجرد شكل من أشكال الترفيه وليس تنمرا.

 

ظهر جيري في حلقات أخرى أيضا مع ابن أخيه بزي الهنود الحمر وهم منخرطون في العادات المحلية المفترضة للسكان الأصليين بشكل مضحك، خاصة في حلقة "هيز ماوس فرايداي".

 

وقد اعتبرت تلك الحلقة أنها تعزز الصور النمطية المسيئة حول ثقافات الهنود الحمر، بل وتقلص التركيبة السكانية الثرية للسكان الأصليين بأكملها في صور نمطية كاريكاتيرية، وهو ما عزز مفاهيم التفوق العنصري للرجل الأبيض في ذلك الوقت.

 

بعيدًا عن النوايا، وبتقييم النتائج، نجد أن التحيزات العنصرية التي استمرت في توم وجيري كان لها تأثير دائم على الجماهير، فالنمو في ظل مثل هذه الصور النمطية أسهم في التحيز اللا واعي وتشكيل تصورات الأفراد تجاه المجموعات العرقية المختلفة.

 

يُشار إلى أن تلك المشاهد ذات الطابع العنصري قد تم حذفها في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تزال تُناقش وتُطرح كتذكير بالعنصرية العرضية الموجودة في وسائل الإعلام القديمة.

heightقد يهمك ايضا