"الجسد لا ينسى": محاضرات غنية ومحطات مؤثرة ضمن مؤتمر قسم الاستشارة التّربويّة في كلّية سخنين الأكاديمية لتأهيل المعلّمين

أقيم في كليّة سخنين الأكاديميّة لتأهيل المعلّمين وفي قسم الاستشارة التّربويّة تحديدا يوم دراسي تحت عنوان "الجسد لا ينسى: الصّدمات النّفسيّة، تبعاتها والتّشافي منها"، وتخلّل برنامج المؤتمر محاضرات حول موضوع "كرب ما بعد الصّدمة – PTSD "، الى جانب ورشات عمل تفاعلية حول الموضوع، حيث تميّز هذا اليوم بمحطات ولحظات مؤثرة ومفعمة بالمشاعر.

وجاءت أهمية هذا اليوم بسبب تعرض ابناء مجتمعنا في الآونة الاخيرة لأحداث صادمة منها المتكرر أحيانا، وفقًا لما أكدّته د. نسرين حاج يحيى، رئيسة برنامج اللقب الثاني في الاستشارة التروية، والتي توّلت عرافة الحفل أيضًا، مشيرة إلى أنّ: "هذا الأمر يستدعينا لإثراء الطواقم المهنية وعلى رأسها المستشارات التربويات اللواتي يتجندن عند وقوع احداث صادمة ويقفن في الصف الاول لتقديم الإسعافات النفسية الأولية".

 حضر المؤتمر رئيس كلية سخنين، بروفيسور فيصل عزايزة، ورئيس قسم الدراسات العليا في الكلية، بروفيسور هيثم طه، ونخبة من الضيوف الكرام من اختصاصيين ومهنيين ومحاضرين.

وافتتح اليوم الدراسي بكلمات ترحيبية قدّمها كل من بروفيسور فيصل عزايزة، وبروفيسور هيثم طه، ود. نسرين حاج يحيى، الذين أكدوا في كلماتهم على أنّ: "الروتين الذي نعيشه في عصرنا حافل بالحالات الطارئة والاحداث الصادمة، يمكّن أن نسمّيه "مسلسل من الازمات والصدمات" على المستويين الفردي والجماعي أو المجتمعي. لذا لا بد من تكريس الوقت والمساحة للتعمق في فهم ما يحدث للفرد والمنظومة في حالات الصدمات."

وشددوا على أنّ: "كلّية سخنين الاكاديمية تعتبر برنامج "الاستشارة التربوية" واحدًا من أهم البرامج التعليمية فيها، وتحرص على تطويره وتعزيزه باستمرار من أجل تخريج مستشارين تربويين مؤهلين وكُفء، قادرين على مساعدة طلابنا وأبنائنا في وجه التحديات والصعوبات والأزمات التي قد تواجههم.".

انطلقت فعاليات المؤتمر بمجموعة محاضرات هامّة، استهلتها المحاضرة الدكتورة هند إسماعيل، وحملت محاضرتها عنوان "كرب ما بعد الصدمة"، تلتها د. سهراب مصري، وتضمنت محاضرتها عرض حالة اكلينيكية لعلاج كرب ما بعد الصدمة.

أمّا د. ايهاب زبيدات، فقد قدّم مداخلة عرض من خلالها بحثًا تركّز حول العلاقة بين كرب ما عد الصدمة ولجوانب العاطفية الاجتماعية عند المراهقين العرب، وقدّمت العرض الى جانبه طالبات من اللقب الثاني في الاستشارة التربوية، واللواتي عملن على إتمام هذا البحث ضمن دراستهم في الكلّية. 

وختام المحاضرات كان مع تجارب ناجحة من أرض الواقع لخلق آليات للتعامل مع الصدمات النفسية، قدّمها كل من السيدة ريم عويسات مصاروة، التي تحدثت عن مشروعها "شعشبون" كأداة للتعامل مع الأفكار السلبية، والآنسة سلام سعيد، التي عرضت مشروعها "رسائل قرآنية"، متحدثة عن فكرته وآلية عمله وكيفية تأثيره على نفسية المتلقي.

أخيرًا اختتم المؤتمر بثلاث ورشات عمل بموضوع علاج الكرب ما بعد الصدمة، الورشة الأولى بعنوان "الحصانة النفسية في مواجهة الصدمات" قدّمتها السيدة بسمة أبو ريا، أمّ الورشة الثانية فكانت ""شعشبون" آلية علاجية تستعمل في علاج كرب ما بعد الصدمة" مع السيدة ريم عويسات مصاروة، والورشة الثالثة والأخيرة حملت عنوان "التمكين ما بعد الصدمة" مع السيدة لينا أبو ديبة.

ولخّصت د. نسرين حاج يحيى هذا اليوم بقولها:" أشكر المحاضرين والمحاضرات على تواجدهم وكل ما قدموه اليوم من خبرتهم ومعلوماتهم القيّمة، كما أشكر طالباتي في قسم الاستشارة التربوية على الحضور اللافت، دمتن بشغف دائم للتعلم واسال الله ان يوفقكن في عملكن الاستشاري فالطلاب والاهالي والمدارس بأمس الحاجة لدوركن، وأنا فخورة بكن لأبعد الحدود واتوقع لكن النجاح الباهر.".