اغلاق
اغلاق

تقدّم كبير في مجال علاجات سرطان الجلد .. درهم وقاية خيرٌ من قنطار أدوية: تجنّبوا التعرّض لأشعّة الشّمس واستخدموا مستحضرات حماية مناسبة

Wazcam, تم النشر 2023/06/16 3:56

95% من حالات سرطان الجلد (ميلانوما) قابلة للشفاء إذا ما تمّ اكتشافها في الوقت المناسب. يوجد لأفراد العائلة دور مهمّ وكبير، لا سيّما وأن بإمكانهم أن يكتشفوا لدى الوالدين أو الأجداد والجدّات وجود بثرات وقروح أسبابها غير واضحة وخاصةً في مناطق غير بارزة في الجسم، مثل الظهر، مؤخّرة العنق والأذن الخارجية. في حال ظهور جرح لا يلتئم أو تغيّرات بالبثرات والقروح ينصح بالتوجّه إلى الطّبيب المعالج.

 

عندما نتحدّث عن "سرطان الجلد"، فأوّل ما يتبادر إلى أذهاننا هو الـ "ميلانوما" (نوع من سرطان الجلد). وهذا خطأ شائع. في كل سنة يتمّ تشخيص حوالي عشرة آلاف شخص في البلاد كمرضى سرطان جلد، إلّا أن الغالبية المطلقة من هذه الحالات يتم تشخيصها على أنها سرطان جلد ليس من نوع "ميلانوما". المسبّب الأساسي لهذه الأورام هو التعرّض للشمس.

 

في حين أن سرطان الجلد من نوع "ميلانوما" يُعدّ مرضًا "عدوانيًّا" و"شرسًا" ينتشر سريعًا مع نسب وفيات عالية، إلا أن سرطان جلد ليس "ميلانوما" يتطوّر بشكل بطيء في غالبيّة الحالات وفقط في حالة تجاهل إشارات التحذير للمرض وعدم متابعة العلاج، عندها قد يصبح خطيرًا وقاتلًا. ولذلك، كما هو الحال بالنسبة لأمراض سرطانية أخرى، للتشخيص المبكر أهميّة كبيرة للتأثير على احتمالات التعافي والشفاء. للفحص الذاتي وأفراد العائلة دور كبير ومهمّ أيضًا بالكشف عن بثرات وقروح مشبوهة- بالأساس في أماكن غير بارزة- من أجل تلقّي علاج مبكر.

 

هنالك نوعان شائعان من سرطان الجلد: سرطان الخلايا الحرشفية (Carcinoma – SCC Squamous Cell)، وسرطان الخلايا القاعدية (BCC-Basal Cell Carcinoma). علاوةً على ذلك، هنالك سرطانات جلد نادرة مثل سرطان جلد من نوع خلايا مركل (Merkel Cell Carcinoma). الفرق بين الأورام المختلفة لسرطان الجلد هو في الأساس بالخلايا السرطانية. في مراحل مبكرة من "سرطان جلد ليس "ميلانوما"، غالبًا ما يكون المرض محدودًا وموضعيًا، ولكن قد تظهر بعض المضاعفات الثانوية الناجمة عن العملية الجراحية، كما وقد ينتشر السرطان للغدد اللمفاوية أو الأعضاء البعيدة. ولذلك من شأن الكشف والتشخيص والعلاج المبكر للمرض المساعدة بشكل كبير في إنقاذ حياة المريض.

 

غالبًا، عندما يتمّ تشخيص المريض في مرحلة مبكرة بأنه مصاب بواحد من نوعي سرطان الجلد الشائعين - سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية - يمكن الاكتفاء بعمليّة جراحية ليتعافى المريض. ولكن حتى بعد تعافي المريض عليه زيارة الطبيب للمتابعة ولإجراء فحوصات في فترات متقاربة، إذ قد تظهر لدى نسبة عالية من المرضى بثرات وقروح شبيهة - والتي قد تكون خبيثة - في غضون 5 سنوات بعد العملية الجراحية.

 

الفئات المعرّضة لخطر الإصابة بسرطان الجلد

هناك فئات سكّانية معرّضة للإصابة بسرطان الجلد بنسب مرتفعة، مقارنةً مع فئات أخرى لأنها تتعرّض لأشعّة الشّمس بشكل مكثّف. المزارعون وسائقو سيارات الأجرة أو المنقذون- الذين يتعرّضون خلال عملهم لأشعّة الشمس بشكل كبير- موجودون في مجموعة الخطر للإصابة بالمرض. وبالإضافة، أثبتت الكثير من الأبحاث أن لمبة الـ UV (الأشعة فوق البنفسجية) المستخدمة لتجفيف طلاء الأظافر، قد تضرّ بالجلد وأن تسبّب ظهور سرطانات الجلد. عمليًا، كل تعرّض غير مراقب لأشعة الـ UV وبجرعات تراكمية من شأنه أن يسبّب تطوّر سرطان الجلد.

 

وليس فقط الأشخاص الذين يعملون تحت أشعة الشمس معرّضون لخطر الإصابة بالمرض، بل وأيضًا أصحاب البشرة الفاتحة والذين تم زرع أعضاء في أجسادهم. الشخص صاحب البشرة الفاتحة معرّض لخطر الإصابة بالمرض أكثر بـ 70 مرة مقارنةً مع شخص صاحب بشرة غامقة. ولذلك، على هذه الفئة اتّخاذ أساليب الحذر والحماية من الشمس وإجراء فحوصات بشكل ثابت لدى اختصاصي جلد. الفئات التي تعاني من ضعف جهاز المناعة وأولئك الذين خضعوا لعملية زرع كلية، معرّضة بشكل كبير للإصابة بمرض سرطان جلد ليس "ميلانوما".

 

توجد عدّة طرق لتجنّب التعرّض لأشعّة الشمس بصورة كبيرة وتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد. يُنصح بوضع قبّعة خلال ساعات النهار- خاصةً للأشخاص الذين لديهم صلعة مكشوفة. كما توجد أهمية لارتداء ملابس مع أكمام تصل حتى الكوع لحماية الساعدين. يُنصح الجمهور الواسع باستخدام مستحضرات حماية من أشعّة الشمس عند قضاء الوقت على شاطئ البحر أو البركة. يوصى الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة والأولاد بدهن كريم واقٍ بشكل ثابت. 

 

شهدت السنوات الأخيرة تقدّمًا كبيرًا في مجال علاجات سرطان الجلد ليس من نوع (ميلانوما). وكما قد ذكر، في الحالات التي يتمّ فيها الكشف عن البثرة في وقت مبكر (قبل تطوّرها لورم سرطاني) هناك عدّة علاجات توفّر على المتعالج الحاجة للخضوع لعملية جراحية. في غالبية حالات سرطان الجلد يمكن الاكتفاء بعملية جراحية بسيطة، ولكن في حال تمّ إهمال البثرة وتركها بدون علاج، حتى قبل أن تتحوّل إلى نقائل سرطانية - فالعملية الجراحية قد تكون معقّدة وصعبة.

  

إحدى طرق إزالة الأورام السرطانية الجلدية من نوع سرطان الخلايا القاعدية تسمّى "MOHS". هذه العملية الجراحية تحافظ على نسيج الجلد ويتمّ إجراؤها حتى في الحالات التي يكون مكان العملية على مقربة من عضو مركزي. في هذه الطريقة يتم إجراء فحص ميكروسكوبي وتحليل باثولوجي (فحص عيّنات الأنسجة) فوريّ خلال عملية إزالة أطراف نسيج الورم. نسبة الشفاء بواسطة هذه العملية مرتفعة جدًا. إمكانية أخرى للعلاج هي الإشعاعات، واذا لم تكن ناجعة- يتم تحويل المريض لتلقّي علاج دوائي. 

    

أحد هذه العلاجات هو العلاج المناعي. في سرطان الجلد (ليس ميلانوما) تتطوّر جزيئيّات "PD1" والتي وظيفتها تأخير عمل الجهاز المناعي ضدّ الورم السرطاني. العلاجات المناعية التي تم تطويرها في السنوات الأخيرة تمنع نشاط هذه الجزيئيّات وتساعد الجهاز المناعي باستعادة أدائه ضد الورم. وعدا عن العلاج المناعي، هناك علاجات بيولوجية محدّدة الهدف وفي حالات أخرى يتم التوجّه للعلاج الكيماوي.

  

الكاتبة هي مديرة قسم الجلد في المركز الطبّي رمبام وباحثة في مجال سرطان الجلد بمعهد الأبحاث في رمبام "CRIR" ومركز السرطان في التخنيون "TICC".

heightقد يهمك ايضا