اغلاق
اغلاق

إرشادات للصيام لمرضى السكّريّ خلال شهر رمضان المبارك

Wazcam, تم النشر 2023/02/09 17:48

بقلم: د.محمّد شيخ أحمد، أخصّائيّ الأمراض الباطنيّة وأمراض الغدد الصمّاء، قسم أمراض الغدد الصمّاء في المركز الطبيّ "بني تسيون" في حيفا، ولئوميت خدمات صحيّة

 

بعد أقلّ من شهرين، سيحُلّ علينا شهر رمضان المبارك، وبودّنا أن نقدّم لكم بعض الإرشادات لمرضى السكّريّ الّذين ينوون الصيام خلال الشهر الفضيل. هنالك ما يقارب 150 ألف مريض سكّريّ مسلم في إسرائيل، وحوالي 120 ألف مريض من مرضى السكّريّ من النمط الثاني يعتزمون الصوم خلال الشهر المبارك: عدد كبير جدًّا من المرضى الّذين يحتاجون الإرشاد الطبيّ خلال الصيام. وفق التقديرات، هنالك حوالي مائة مليون مريض سكّريّ مسلم في العالم يصومون خلال الشهر الفضيل كلّ سنة.

 

 

ما هي التحضيرات الّتي يجب على مريض السكّريّ اتخاذها قبل الصيام؟

يُنصح مرضى السكري الّذين ينوون الصيام بالتوجّه لطبيب العائلة أو للطبيب المختصّ بعلاج السكّريّ قبل 4-6  أسابيع على الأقلّ من بداية الشهر الفضيل للتشاور معه حول إمكانية الصيام من ناحية طبيّة، التعليمات بتناول الأدوية خلال الشهر الفضيل وكيفيّة التصرّف بحالات خاصّة خلال الصيام.

للمرضى الّذين ينوون الصيام هنالك قاعدة مهمّة: كلّما كان السكّريّ أكثر توازنًا كلّما كان الصيام آمنًا أكثر. يشكّل حافز الصوم أحيانًا عاملًا مُشجِّعًا لمريض السكّريّ للحفاظ على توازنه بأشهر قبل بدء الصيام.

 

ما هي النصائح المهمّة لمريض السكّريّ خلال الشهر الفضيل؟

إختيار الأطعمة المناسبة في الشهر المبارك هو تحدٍّ غير سهل لمرضى السكّريّ. يُنصح بتجنّب السكّريّات البسيطة قدر الإمكان، مثل العصائر والحلويات، أو تناول كميّات متّزنة منها لا تسبّب بارتفاع حادّ في مستوى السكّر. من المفضّل أن تحتوي وجبة الإفطار على الخضراوات والبروتين، وعدم الإفراط في كميّة النشويات، ويُنصح بتناول الإفطار على مرحلتين.

الوجبات الّتي تحتوي على لحوم لا تسبّب بارتفاع للسكّر، ومن المفضّل تناول الأسماك، والدجاج، والحبش. يُنصح بشرب كميّة جيّدة من الماء بعد الافطار لتجنّب الجفاف.

يقوم الطبيب المعالج عادة بتغييرات بعدد وحدات الإنسولين خلال الشهر الفضيل لمنع حالات هبوط السكّر، أو بتغييرات بأنواع أدوية للسكّريّ لمنع المضاعفات.

ثمّة أهميّة كبيرة للّقاء مع الطبيب المعالج قبل بداية الشهر الفضيل، حيث تحتاج بعض الأدوية لتعليمات خاصّة من الطبيب (مثل الأدوية الّتي تعمل على إخراج السكر عن طريق البول).

 

في أيّ الحالات يُنصح مريض السكّريّ بعدم الصوم بسبب عوامل طبيّة؟

بشكل عام يتمّ تحديد النصائح حول صيام مرضى السكّريّ خلال الشهر الفضيل عن طريق توزيعهم على فئتين رئيسيتين حسب وضعهم الطبيّ:

الفئة الأولى: يُنصح المرضى بهذه الفئة بعدم الصيام نتيجة المخاطر الممكنة. وتضمّ هذه الفئة: مرضى السكّريّ من النمط الأوّل، المرضى الّذين يُجرى لهم غسيل الكلى، المرأة المصابة بالسكّريّ أثناء الحمل، الّذين يمارسون مضطّرين أعمالًا بدنيّة شاقّة (ممّا يعرضهم لخطر الجفاف خلال الصيام)، مرضى السكريّ الّذين يعانون من حالات هبوط السكّر الشديد (أي مستويات تحت ال 70 مغ/دل) خلال الأشهر الثلاثة الّتي تسبق شهر رمضان، المرضى المصابون بحالة فقدان الإحساس بهبوط السكّر، حدوث مضاعفة الحماض السكّريّ الكيتونيّ (حالة تكون فيها حوامض الدمّ مرتفعة نتيجة نقص حادٍّ بالإنسولين، تحدث غالبًا لدى المرضى من النمط الأوّل وأحيانًا لدى النمط الثاني وتحتاج لعلاج سريريّ بالمشفى) خلال الشهور الثلاثة الّتي تسبق شهر رمضان، المرضى الّذين يعانون من ارتفاع حادّ مزمن من مستويات السكّر (مخزون السكّر التراكميّ، HbA1c، أكثر من 10% أو قياسات السكّر الأعلى من 300 مغ/دل)، الّذين يسكنون بمفردهم ويعالَجون بواسطة حقن الإنسولين أو العقارات الخافضة للسكر عن طريق تحفيز الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس، والمرضى الّذين يتلقّون علاجات تؤثّر على العقل أو الوعي.

الفئة الثانية: مرضى السكّريّ من النمط الثاني، والسكّريّ لديهم متوازن، وليست لديهم حالات ذُكرت ضمن الفئة الأولى أو أمراض مزمنة أخرى تعرّضهم للخطر- يمكن لهم أن يصوموا مع اتباع إرشادات الطبيب.

من المهمّ التأكيد أنّه تمّ تحديد هذه التعليمات لإجازة الإفطار لمرضى السكّريّ في الحالات الخاصّة بعد مشاورة بين علماء الدين الإسلاميّ والأطبّاء.

في حالات طبيّة أخرى: مثلاً، عندما يكون مخزون السكّر التراكميّ، HbA1c، أكثر من 8% أو 9%، مرضى السكريّ فوق ال 70 عامًا، وجود أمراض أخرى مزمنة قد تجعل من الصيام خطرًا، كحالات القصور الكلوي، أو أمراض القلب والشرايين، من المفضّل أن يُتّخذ القرار بهذه الحالات حول الصيام بعد التشاور بين المريض والطبيب. 

 

ما هي المخاطر الأساسيّة لصيام مرضى السكّريّ في شهر رمضان؟

تكمن مخاطر الصيام بحدوث هبوط حادّ في السكّر، أو الجفاف، أو تخثّر الدم، أو حالات الحماض السكّريّ الكيتونيّ. يمكن لمريض السكّريّ تجنّب هذه الحالات عن طريق المحافظة على تناول وجبة السحور، إختيار الأطعمة الملائمة الّتي لا تسبّب بارتفاع حادٍّ للسكّر، القياس المتكرّر لمستوى السكّر خلال الصوم، الإكثار من شرب الماء عند وجبتي الإفطار والسحور وبينهما، تجنّب التعرّض لعمل شاقّ أو ممارسة رياضة شاقّة خلال ساعات الصوم، وملاءَمة الأدوية باستشارة الطبيب (وخاصّة التغييرات بعدد وحدات الإنسولين والتعليمات المتعلّقة بأنواع معيّنة من الأدوية).

أظهرت الأبحاث الطبيّة أنّ إرشاد المرضى عن طريق الطاقم الطبيّ قبل بداية الشهر الفضيل بمقدوره خفض احتماليّة حدوث حالات هبوط السكّر بنسبة عالية.

 

في أيّ الحالات على مريض السكّريّ أن يوقف صيامه؟

في حالات قياس السكّر الأقلّ من 70 مغ/دل،  أو أقلّ من 80 مغ/دل في الساعات الأولى من الصوم عند المرضى المتعالجين بالإنسولين أو بأدويّة تسبّب حالات هبوط السكّر، أو في حالات قياس السكّر الأعلى من 300 مغ/دل،  أو في حالات المرض، أو عند الشعور بجفاف حادّ أو هبوط في ضغط الدم- في جميع هذه الحالات يجب على مريض السكّريّ أن يوقف صيامه، وأن يستشير الطبيب المعالج.

 

صومًا مقبولًا للجميع، ورمضان مبارك.

heightقد يهمك ايضا