اغلاق
اغلاق

في عمر 45، ترتدي ميسون شحادة زيها العسكري الخاص بالجيش الإسرائيلي لأول مرة في حياتها

محمد محاميد, تم النشر 2022/12/13 20:20

في مثل هذا العمر ارتداء الزي العسكري والامتثال كل يوم صباحًا في القاعدة، والتعرف على الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل.

 

في عمر 45، ترتدي ميسون شحادة زيها العسكري الخاص بالجيش الإسرائيلي لأول مرة في حياتها: من المهم العطاء للدولة، فهذا يبني اللغة المشتركة بيننا.

 

ميسون شحادة من سكان كفر ياسيف متزوجة من صفوان شحادة وأم لـ 5 أطفال، يخدم اثنان منهم حاليًا في الجيش. ميسون مرت بالتدريب على مزاولة مهنة الهندسة الإنشائية وتعمل حاليًا مفتشة في لواء حيفا والمنطقة الشمالية على إمكانية الوصول لدى مفوضية مساواة الحقوق للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة التابعة لوزارة العدل.

 

قررت ميسون في عمر 45 ترك كل شيء والتجند إلى الجيش.

هناك عدد من الأسباب التي جعلت ميسون تقرر اتخاذ الخطوة والتجند، بعد أن بنت لنفسها مسيرة مهنية وعائلة كبيرة.

السبب الأول يعود إلى زوجها، الذي أراد أيضًا الانضمام إلى الجيش في سن 18 لكنه لم ينجح في ذلك، حيث تجند قبل عامين إلى المرحلة الثانية، "لقد تأثرت كثيرًا بهذا الفعل وشجعني هو نفسه على إنجاز هذه المرحلة"، تقول ميسون. 

المرحلة الثانية هي عبارة عن مشروع خاص تقوده مديرية الفئات السكانية التابعة لشعبة التخطيط وإدارة شؤون الموظفين لتجنيد أبناء الأقليات غير الملتزمة بالتجنيد - البدو والمسلمون والمسيحيون والدروز، الذين تجاوزوا سن التجنيد. في إطار البرنامج، يخضع المجندون لتدريب يدوم أسبوعين، تتلوه الخدمة لدى المنظومة الإعلامية التابعة لقيادة الجبهة الداخلية. ينشط خريجو البرنامج غالبًا في إطار الخدمة الاحتياطية في محيط سكناهم، وبالتالي فهم قدوة بالنسبة للشباب من أبناء الأقليات للتجنيد والخدمة في مناصب مهمة في جيش الدفاع الإسرائيلي.

ميسون هي أول امرأة تتجند لهذا المشروع المميز، الذي يفتح لأول مرة دورة للنساء.

 

السبب الثاني هو الشعور بالانتماء والرسالة. تروي ميسون كيف توجد في بيئتها المحيطة (في العمل وحتى في المنزل) أصوات حول الجيش والتجارب التي أرادت ميسون أن تشعر بأنها جزء منها، وتقول إن الأصدقاء في العمل يتحدثون عن التجارب من الجيش التي زادت من رغبتها الشديدة بالتجند، ناهيك عن أن ميسون تؤكد على أهمية المساهمة في الدولة وتقول إنها تربي أطفالها على ذلك أيضًا.

السبب الثالث هو أطفالها. حيث أراد ابن ميسون الثاني استشارتها حول مكان التجنيد، ولم تكن ماسون تعرف ماذا توصي به لأنها لم تلتحق بالجيش، لذلك قررت التجند أيضًا من أجل المرور بهذه التجربة لتشكل قدوة بالنسبة لأطفالها ولتفهم المزيد عن الجيش من أجل توجيههم.

ثم سألنا ميسون عما تفعله بالضبط في الجيش؟ فأجابت علينا: "في اليوم الأول مررنا بكامل مراحل التجنيد، حيث وصلنا إلى قاعدة الاستقبال والتصنيف وارتدينا هناك الزي العسكري. وبعد ذلك حضرنا المحاضرات التي تناولت جيش الدفاع الإسرائيلي والحقوق التي يعطيها جيش الدفاع الإسرائيلي لأبناء الأقليات". وتسرد ميسون كيف ساهمت هذه المحاضرات في تعرف جميع المشاركين في المشروع على الجيش وهيكله، مما جعلهم بالتالي أكثر دراية بكل من النظام العسكري والحقوق التي يستحقها أبناء الأقليات، مثل التعليم ما بعد الخدمة العسكرية والمِنح الدراسية المختلفة. "جلسنا لتناول الطعام في غرفة الطعام مع الجنود الذين يؤدون الخدمة النظامية  وبهذه الطريقة مررنا بتجربة خدمة حقيقية" تقول ميسون.

أكملت ميسون للتو المرحلة الرئيسية من المشروع ويمكنها الآن الاستمرار في الخدمة في الاحتياطيات في مجموعة متنوعة من الأدوار المختلفة لدى جيش الدفاع الإسرائيلي.

سألنا ميسون ما هي رسالتها للمرأة العربية المعاصرة اليوم؟ "يمكن للمرأة أن تصل إلى أي مكان تريده، حتى إلى السماء. لا يجب أن تكوني جميلة ومرتبة فحسب، بل من المهم أيضًا المساهمة والمشاركة في عمل هادف".

 

وختامًا تقول لنا ميسون "إنني أشكل مثالاً شخصيًا لأبنائي وبناتي، بمجرد بلوغهم سن التجنيد، سأشجعهم على التجند إلى الجيش - لذلك من المهم جدًا بالنسبة لي أن أتخذ هذه الخطوة قبلهم وأن أتجند بنفسي، في المجتمع العربي وخاصة في المجتمع المسيحي الذي يفتقر إلى المعرفة والتعرض لعالم الجيش."

heightقد يهمك ايضا