اغلاق
اغلاق

من اليوم جلجولية لن تدفع ثمن الكهرباء

تحرير وازكام, تم النشر 2022/11/23 20:57

بمهنية واصرار ينجح مجلس جلجولية المحلي العربي الصغير بأن  يجتاز أكبر المدن والبلديات في البلاد ليصبح مركزًا للطاقة المتجددة، هذا طموح وهدف المجلس المحلي في جلوجولية والذي سيحقق أرباحًا كبيرة دون اي تمويل من ميزانية السلطة المحلية والبلدة.

 

‏‎كتب: يهوناتان شير، زاڤيت

‏‎إذا جاء شخص ما إلى منزلك وعرض عليك ان يشتري لك مكيف هواء جديد ووحدات إنارة جديدة للبيت، ان يقوم بدفع فاتورة الكهرباء الخاصة بك، وان ينشأ لك الألواح الشمسية على سطح منزلك وفوق موقف السيارات، وفي المستقبل القريب جدًا يشاركَ أيضًا في الأرباح التي ستجنيها من تلك الألواح ماذا كنت ستقول؟ عن نفسي كنتُ سوف اسأل أين أوقع العقد. 

‏‎هذه الصفقة، التي تبدو جيدة لدرجة يصعب تصديقها، ليست سوى الخطوة الأولى في خطة السلطة المحلية لتتحول من مستهلك للطاقة - إلى منتج للطاقة.

التي تتصدر التكنولوجيا الخضراء في إسرائيل. ليست بتل أبيب أو القدس أو إيلات - بل هي جلجولية. 

 

‏‎يبلغ عدد سكان جلجولية، حوالي 10000 نسمة، وتقع على بعد حوالي 3 كيلومترات شرقي كفار سابا. في نهاية العام الماضي، نشرت السلطة المحلية مناقصة تهدف إلى توفير في استهلاك الطاقة وإنتاج الطاقة المتجددة في المؤسسات والمرافق العامة، بهدف تحقيق استقلالية في مجال الطاقة والقدرة على إنتاج كمية كهرباء كافية لسداد استهلاك هذه المؤسسات والمرافق العامة التابعة للمجلس. 

‏‎لهذا الغرض، أجرى المجلس مسحًا شاملاً لفحص جميع مستهلكي الكهرباء العامة - مثل إنارة الشوارع وإنارة الملاعب الرياضية واستخدام الإضاءة الداخلية ومكيفات الهواء في الفصول الدراسية والمباني العامة، كما أجرى مسحًا تكميليًا لتحديد مواقع الأسقف ذات إمكانية إنشاء ألواح الطاقة الشمسية.

 

‏‎ الخطوة التي قامت بها  جلجولية فعالة وسريعة: في سبتمبر الماضي، نشر المجلس المحلي مناقصة تسعى إلى شراكة مع مستثمر لأعمال ومشاريع الاستقلال في مجال الطاقة، وفي يناير توقف المجلس عن دفع تكاليف الكهرباء وفي أوائل فبراير تم تركيب أولى الألواح الشمسية على الأسطح.

 

‏‎يوضح رئيس مجلس جلجولية المحلي، رابي درويش، الذي أدار وقاد المشروع: أردنا القيام بخطوات سريعة وعملية - ونحن ندرك القيود والعقبات التي تواجه السلطة المحلية، واضاف: الصفقة فريدة من نوعها من حيث أننا لا نقوم بتمويلها من ميزانية السلطة المحلية ولا نلتزم بالقروض - نحن فقط نقوم بتسليم الأسقف من اجل تركيب أنظمة الطاقة الشمسية المتجددة.

 

‏‎ارباح تقدر بمليون شيكل سنويًا 

‏‎أوضح المحامي إيتي تساحار، مدير عام مجلس جلجولية المحلي: الهدف الأول للمشروع هو إنتاج الطاقة، والاستفادة من أكبر مساحة لجميع أسطح المباني العامة، وبعد ذلك أيضًا بناء أسقف شمسية في الملاعب الرياضية ومواقف السيارات. الهدف هو إنتاج المزيد من الطاقة من البنى التحتية الحالية بالإضافة إلى تلك التي سيتم إنشاؤها في المستقبل القريب.

‏‎وبحسب تساحار، فقد تم فعليًا  نصب نصف الألواح الشمسية المدرجة في المرحلة الأولى من المشروع على الأسطح ، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تركيب الباقي في الأشهر القريبة المقبلة - جميعها، كما ذكرنا، مجانًا من المجلس المحلي. تقدر قيمة إنتاج الكهرباء في نهاية المرحلة الأولى بأكثر من 2 مليون شيكل، منها حوالي 700 ألف شيكل هو ربح مباشر للمجلس (والذي سيتم استخدامه لتحسين البنية التحتية القائمة والمؤسسات التعليمية والأماكن العامة بشكل عام). بقية الأرباح ستعود إلى المستثمر الذي استثمر في إنشاء النظام - شركة Miden، التي فازت بالمناقصة التي نشرها للمجلس المحلي-جلجولية.

 

‏‎"الهدف الثاني للمشروع هو تحسين استهلاك الطاقة: ويشمل ذلك استبدال إنارة الشوارع والأحياء، والإنارة الداخلية في المؤسسات العامة ومكيفات الهواء، بهدف استبدال كل جهاز او جسم كهربائي غير فعال من حيث الطاقة. 

‏‎يقول تساحار من جهته، كان أحد شروط المناقصة هو تقليل استهلاك الكهرباء في المجلس بنسبة 50٪؜ على الأقل - على حساب الفائز بالمناقصة. حيث يتوقع المجلس أن نفقاته على الكهرباء والصيانة ستنخفض بسبب هذه التغييرات من حوالي 800،000 شيكل كل عام إلى حوالي 400،000 شيكل في السنة.

‏‎"الآن، خلال الإجازات ، يتم استبدال جميع مكيفات الهواء القديمة والمعطلة في جميع الفصول المدرسية وكذلك في مكاتب المجلس بأخرى جديدة ، بالإضافة إلى استبدال الإضاءة الداخلية، بذلك سيحصل الطلاب والموظفون على بيئة ذات جودة أفضل - جنبًا إلى جنب مع التوفير الهائل في تكاليف التشغيل والصيانة"، كما اوضح تساحار.

 

‏‎يذكر انه تقدر حجم الارباح التي سيجنيها المجلس المحلي من إنتاج الكهرباء من الطاقهالطاقة الشمسية المتجددة والاستفادة من استهلاك الطاقة إلى مليون شيكل سنويًا - دون اضافة قيمة الأجهزة التي تم استبدالها وقيمة أعمال وترميم الاسقف التي قامت الشركة بتنفيذها على نفقتها الخاصة قبل تركيب الألواح الشمسية من أجل منع الانقطاعات والأضرار المستقبلية لتشغيل النظام.

 

‏‎تحقيق ما يبدو خياليًا

‏‎بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الخطة تحسين الرقابة والتحكم في نفقات الطاقة المتجددة للسلطة المحلية من خلال نظام محوسب مركزي قيد التطوير، وتطوير مشاريع ابتكار الطاقة الشمسية المتجددة. يقول تساحار: ما يبدو خياليًا أو شبه خيالي اليوم، سيصبح عمليًا على ارض الواقع خلال فترة المناقصة (التي ستكون 25 عامًا).

 

‏‎من المقرر تنفيذ بعض هذه المشاريع الابتكارية في الميدان وعلى ارض الواقع قريبًا جدًا. يقول تساحار: نخطط لبناء جدران وطرقات تعمل بالطاقة الشمسية المتجددة، وتنفيذها سيكون خلال نصف عام كحد اقصى من خلال  مشروعخلال مشروع تجريبي لرصيف أو طريق يولد الكهرباء ويقوم بشحن الدراجات أو المركبات الكهربائية. في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر، سنقدم أيضًا أول مبنى عام في إسرائيل يعمل على نظام تخزين الطاقة، والذي سيجعل من الممكن استخدام الطاقة الشمسية المتجددة في الفترات التي لا يكون فيها شمس أو في الساعات التي يكون فيها سعر الكهرباء أعلى (لكبار المستهلكين، شركة الكهرباء تحدد اسعار مختلفة وفق استهلاك الشبكة). سيكون هذا المبنى إحدى المدارس، وبالتالي يمكنه توفير شبكة كهرباء منتظمة ودائمة خاصة حين يقع اي خلل او في حالات الطوارئ. مستقبلًا في المدى البعيد يهدف المخطط إلى تطوير شبكة كهرباء محلية مستقلة (شبكة صغيرة) - وبيع الكهرباء التي تنتجها السلطة مباشرة إلى السكان.

 

‏‎من جهته قال الدكتور نعوم فان دير هال، العالم في شركة ميدن: الفكرة هي أن السلطة المحلية يمكنها أن تمنح صاحب المشروع امكانية إضافة تقنيات إضافية بمجرد إثبات فوائدها الاقتصادية والبيئية، التي بدورها ستعزز كلا الطرفين. 

‏‎امكانيات إضافية يمكنها ان تطور وتعزز  التعاون بين المجتمع والسلطة المحلية هي في مجال تقليل النفايات ومعالجتها، من خلال مشاركة جميع المواطنين في ثورة الطاقة المتجددة التي تعمل علها السلطة المحلية. تستهلك المباني والبنية التحتية التابعة للسلطة المحلية 3-7٪ فقط من طاقة البلدة - وما تبقى فهو من مسؤولية المواطنين. لذلك، فإن أحد أهدافنا هو العمل مع السلطة المحلية من اجل الوصول الى سكان البلدة، ومنحهم الفرصة بأن يحققوا هم ايضًا استقلالية في مجال الطاقة.

 

‏‎صفقة مربحة لكلا الطرفين

‏‎كما ذكرنا فإن المشروع بكامل أرباحه الآنية والمستقبلية يتم تنفيذه بدون استثمار شيكل واحد من قبل السلطة المحلية. كيف يمكن أن تكون هذه صفقة جيدة للمستثمر؟ اليوم، في أوروبا، عندما تقرر الاستثمار في إنتاج الطاقة الشمسية المتجددة، فإن فترة استرداد الاستثمار تبلغ حوالي 15 عامًا - بينما في إسرائيل التي تتعرض لأشعة الشمس، يكون وقت استرداد الاستثمار حوالي 7 سنوات، يشرح  د.هال: نحن في الشركة ندرك أنه حتى إذا تمت إضافة طبقات إضافية إلى الاستثمار الأولي، وأن وقت سداد الاستثمار أطول قليلاً - فلا يزال الأمر يستحق العناء.

 

‏‎بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية والبيئية، فإن حقيقة أن هذا المشروع لا يتطلب استثمارًا اقتصاديًا وماديًا من المجلس المحلي يسمح باستخدامه لتعزيز المساواة الاجتماعية. "لا يمكن لسلطة محلية مثل جلجولية، التي تقع في وسط البلاد، أن يكون لها إيراداتها الخاصة (أموال يتم جمعها مباشرة من المواطنين والشركات داخل السلطة المحلية ) تبلغ 549 شيكل لكل مواطن - بينما في كفار سابا المجاورة تبلغ 4500 شيكل لكل مواطن.

‏‎واكد السيد رابي: نريد أيضًا تقديم نفس الخدمة للمواطنين، في التعليم وفي النظافة وجودة الحياة. ولهذا السبب قمنا ببناء رؤية اقتصادية يكون الطاقة المتجددة جزءًا منها، بهدف رفع مستوى دخل الفرد مقارنةً بكفار سابا خلال العشر السنوات القادمة - بل سيكون أعلى منه. ونقدر أننا في البداية، ونتوقع زيادة الأرباح مع استمرار تقدم التكنولوجيا.

 

‏‎واضاف السيد تساحار:إنها مسألة وقت فقط قبل أن نرى برامج مثل هذه في جميع أنحاء البلاد. في نهاية شهر مايو، استضافوا مؤتمرا لرؤساء السلطات المحلية العربية في جلجولية وعرضوا المشروع، وسرعان ما سيتم التخطيط لعقد مؤتمر آخر لممثلي السلطات المحلية اليهودية. في غضون ذلك، يتم إطلاق مشاريع مماثلة في الطيبة والناصرة وكفر قاسم - حيث قرروا تبني "نموذج جلجولية لاستقلال في مجال الطاقة". الثورة لا تقتصر على المجتمع العربي فقط، وروش بينا -على سبيل المثال - خرجت مؤخرًا في مناقصة مماثلة. 

‏‎ويختتم التساحار قائلاً: ستتقدم بعض الأماكن بينما سيتراجع البعض الآخر - وجلجوليه هي من أوائل من المندمجين، مبادرة، قائدك والمبتَكِرة.

 

‏‎(هذه المقالة اعدت على يد زاڤيت - وكالة أنباء الجمعية الإسرائيلية لعلوم البيئة والمناخ).

heightقد يهمك ايضا