اغلاق
اغلاق

أزمة القهوة في العالم تنذر بارتفاع أسعار البن في البلاد أيضًا

وازكام, تم النشر 2022/09/22 15:11

يواجه سوق البن في العالم أزمة حقيقية، بسبب النقص في كميات القهوة، على أثر تضرر المحاصيل في البرازيل، جراء الأحوال الجوية في العامين الأخيرين، وهي التي تُنتج نحو 40% من كمية بن "أرابكيا" المستهلكة من قبل كبار المصنعين حول العالم.  وتتفاقم الأزمة مع مؤشرات الانتاج غير المشجّعة في كولومبيا المجاورة وهندراوس، بالإضافة إلى تراجع المخزون العالمي، ومشاكل سلسلة التوريد والتكاليف المرتفعة للنقل عبر البحر وارتفاع أسعار الطاقة في العامين الاخيرين، بحيث قد تؤدي كل هذه الأسباب مجتمعة الى ارتفاع أسعار القهوة مجددًا في الفترة المقبلة، مثلما ارتفعت أسعار العديد من المنتجات والسلع منذ بداية جائحة كورونا.

 

وشهدت البرازيل في العام الماضي موجة صقيع متطرفة ألحقت أذىً كبيرًا بمحاصيل هذا العام كما شهدت هذا العام موجة جفاف قوية أدت أيضًا لأضرار كبيرة بأشجار القهوة وإنتاج العام المقبل ، ليصل النقص في سوق القهوة نتيجة هاتين الموجتين معًا إلى نحو 700 ألف طن، كفيلة بالتسبب برفع الأسعار حين تضاف الى العوامل الأخرى كنقص الايدي العاملة وارتفاع تكاليف الاعتناء بأشجار القهوة وارتفاع أسعار النقل والطاقة، بالإضافة إلى تأثر دول الجوار المنتجة للقهوة ايضًا، مثل كولومبيا وغيرها بالتغيّرات المناخية وبالتالي تأثرت محاصيلها. 

 

ويشار الى ان سعر نقل الحاوية من البرازيل والمنطقة الى البلاد كان يكلفّ نحو 2400 دولار قبل جائحة كورونا وارتفع الى نحو 7500 دولار بعدها. 

 

من يحدد سعر القهوة ؟

يتم تداول سوق القهوة في بورصتين ، احداهما بورصة نيويورك وثانيهما بورصة لندن. وتؤثر حركة الأسهم فيهما وحجم العرض والطلب على أسعار القهوة التي تصل بيوتنا، علما ان الطلب في ارتفاع مستمر مقابل محدودية العرض، وهذا عامل إضافي في ارتفاع أسعار القهوة.  

 

هل من حلول ؟

يشير الخبراء الى وجود حلين أساسين لتتمكن مصانع القهوة والشركات  التي تُعنى بهذا المجال من التعامل مع الأزمة ، "أحلاهما مر" خاصة للمستهلكين، أولهما رفع الأسعار، وثانيهما الاعتماد أكثر على قهوة "روبوستا" الأكثر مرارة التي تنتجها فيتنام، لكن هنا أيضًا ثمة عقبات في النقل البحري من فيتنام، كما أن الكثير من الشركات تفّضل الإبقاء على "أرابيكا" ذات الجودة الأفضل والمرارة الأقل.

 

أما على مستوى البلاد، فقد تمكنت العديد من الشركات حتى الآن من امتصاص الغلاء، إما بالاعتماد على المخزون السابق او بالاستفادة في مرحلة معيّنة من انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الشيكل، لكن هذا الأمر قد لا يدوم طويلًا بحسب التقديرات، بحيث أن أسعار القهوة قد ترتفع مجددًا، خاصة إن واجه العالم تقلّبات مناخية أخرى تلحق الأذى بمزارع القهوة، أو تقلبات سياسية وعسكرية وأزمة دولية تعيد أسعار النفط والطاقة للارتفاع وتؤثر بذلك على مختلف السلع.

heightقد يهمك ايضا