اغلاق
اغلاق

هل تستمر أوروبا بحلم السيطرة على النقد العالمي باستخدام اليورو؟

WAZCAM, تم النشر 2022/01/01 14:51

بعد مرور 20 عاماً على اصدار عملة الاتحاد الاوروبي الموحدة - اليورو، لا شك في أن الدولار لا يزال هو المسيطر الأول عالميًا. وعندما أدى انتشار فيروس كورونا إلى إغلاق الاقتصاد العالمي، قفزت قيمة العملة الأميركية، إذ تدفق المُستثمرون على أمان العملة العالمية الفعلية في العالم.

عندما تبنت 12 دولة "اليورو" قبل عقدين من الزمن، أشاد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في ذلك الوقت بأوروبا "التي تؤكد بهذا التوحيد هُويتها وقوتها". اما بالنسبة إلى مروجي اليورو، لم تكن العملة مجرد قفزة في الإيمان بالوحدة الأوروبية، لكنها شكلت منافسة مع الولايات المتحدة ودولارها القوي.

واليوم، يُتداول أكثر من 2.1 تريليون بالدولار الأميركي، في حين أن نحو 60 في المئة من احتياطيات النقد الأجنبي الموجودة في البنوك المركزية مقومة بالدولار، حسب "التايمز" اليابانية. ووفق البنك المركزي الأوروبي، تبلغ حصة اليورو نحو 20 في المئة فقط.

 

هيمنة الدولار

لكن، حتى لو لم يشكل اليورو أي تهديد مباشر لهيمنة الدولار، فلا تزال العملة الأوروبية الموحدة تحظى باحترام العالم، وتحتل المركز الثاني منذ أن بدأ تداولها في الأول من يناير (كانون الأول) 2002.

العملة الأوروبية الموحدة كانت وليدة تسوية مؤلمة بين فرنسا وألمانيا، مع تخلي برلين عن المارك الألماني العزيز مقابل دعم باريس لإعادة توحيد ألمانيا بعد سقوط جدار برلين.

في الأيام الأولى، اتخذت القواعد التي وضعها البنك المركزي الأوروبي على اليورو طابعاً ألمانياً مميزاً، حين كان الاستقرار، والقضاء على التضخم، هما الأولوية الوحيدة.

يقول جونترام وولف، مدير "بروغيل"، وهي مؤسسة فكرية اقتصادية مقرها بروكسل، لـ"التايمز" اليابانية، إن جعل اليورو عملة دولية رائدة "ربما كان وجهة نظر فرنسية، لكنها بالتأكيد لم تكن وجهة نظر الجمهور الألماني". وأضاف، "عندما بدأ البنك المركزي الأوروبي العمل عليها، كان يتبع إلى حد كبير نموذج البنك المركزي الألماني، مما يعني أن يكون محايداً بشكل أساسي".

وقد مر اليورو بأزمات موجعة فقد تحطم الحلم على صخور أزمة ديون منطقة اليورو في 2007 و2008 مع اندلاع الأزمة المالية العالمية.

 

ترمب وازمات ايران

عادت فكرة الترويج لليورو كأداة للقوة مع دخول دونالد ترمب البيت الأبيض. وكبرت مع تخلي ترمب عن الاتفاق النووي مع طهران، إذ وجدت الشركات الأوروبية التي سارعت إلى الاستثمار في إيران نفسها تحت تهديد عصا العقوبات الأميركية، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الهرولة لإيجاد حل قانوني لإبقاء الشركات الأوروبية بعيداً عن مرمى واشنطن، لكن الجهود باءت بالفشل حيث ارتجفت الشركات على حساب تحدي الولايات المتحدة والنفس الأميركي الطويل في العقوبات.

وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي في ذلك الوقت، ويم دويسنبرغ، الذي حذر التجار من الاستفادة من إطلاق اليورو لزيادة الأسعار، إنه "لم يرَ مؤشرات على انتشار الانتهاكات".

وأضاف دويسنبرغ، للصحافيين آنذاك، "عندما اشتريت ساندويتش بيغ ماك وميلك شيك بالفراولة هذا الأسبوع (في عام 2002)، كان سعرها 4.45 يورو (خمسة دولارات أميركية)، وهو المبلغ نفسه الذي دفعته مقابل الوجبة نفسها الأسبوع الماضي".

وقتها قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن أوروبا فاجأت نفسها بالتحول الخالي من الأخطاء تقريباً إلى العملة الموحدة. فهل تستمر أوروبا بالعمل لتحقيق حلمها وتتويج عملتها في صدارة احتياطي الدول واستخدام اليورو بشكل اقوى عالميًا ليستبدل الدولار؟

 

heightقد يهمك ايضا