اغلاق
اغلاق

عرابة تبكي عريسها الزين- صديقه حذيفة نجار- بكير يخوي يا عريس ، يا زينة الشباب

WAZCAM, تم النشر 2021/08/06 14:34


حذيفة نجار صديق المرحوم العريس من عرابة كتب في رثاء صديقه فقال  :" بكير يخوي يا سند، يا زينة الشباب
اللحظات الأخيرة
نفرح فيك يا عريس بدي أشيلك عالكتفين
جيب الدف وزيد نقوط يا زين عرسك عرسين.
عقد قرآن، كتب مكاتيب، تجهيز لأغلى عريس.
رصاص، كفن وتابوت بهيك انقلبت كل الموازين.
محمد ناصيف سنجري، صاحبي، زميلي، وأخ لم تلده أمي، أخ الأيامات الصعبة، وأخ المواقف، أخ الانسانية.
في التاريخ 4/8/2021 هذا التاريخ الي انقلبت حياتنا فيه رأسا على عقب، هذا التاريخ الذي حفر في ذاكرتي أبشع ما يمكن أن يحصل للانسان.
بحدود الساعة العاشرة مساء من هذا التاريخ اتصلت بأخوي وأنا دائما أتعمد بمناداته أخوي لأنه هو الأخ قبل الصديق وقبل كل شيء.
اتصلت بأخي محمد لأقول له من باب المزح :"شو وينك يزلمة بعدك متجوزتش صرت ناسينا؟".
ليرد علي"اه ياخوي انا بداري تعال وجيب معك علب إكس ال "XL" وتعال بدي أفرجيك خزانة طقم النوم الجديد"
جبت "الإكس إل" ورحت لبيته،
صفيت السيارة في ساحة بيته لأراه من أعلى شرفته ينظر إلي بسعادة ليقول:" اطلع اطلع".
صعدت اليه وسلمت عليه بيده من بعدها قال لي: "فوت وشوف الخزانة"
دخلت وشفتها وخرجت لأقوله: "ما شاء الله حلوة كثير، مبروكة"
حكالي الله يبارك فيك، وقف من على الكرسي ومن تعبه بده ينام على البلاط، جاب كرتونة وحطها تحت رأسه لينام بعدها على الأرض.
أخذ علبة "اكس ال" وسيجارة ليشربهما وهو مبطوح على الأرض.
ومن هون بدأ الكلام من جملة منه يقول: تعبت أنا حذيفة"
وهون صرت أتذكر كم مرة حكالي ياها بالمدة الأخيرة، كم مرة حكالي تعبت يزلمه شغل شغل ، والركض لتخلص داري، تعبت وأنا أراكض بهالحياة سقى الله أتجوز ويخف الضغط شوي"
من بعدها سألته: "وينتا بدك تبلش توزع مكاتيب العرس، ليقولي: "مفضيتش اليوم، من الصبح وأنا اشتغل اسا خلصت لبكرة ان شاء الله بخلص كل شغلي وببدا أوزع مكاتيب العرس لبرة البلد "
ليكمل كلامه ويقول: "يوم الجمعة ان شاء الله بدي أجيب الشادر ننصبه ونبلش نعلل للعرس"
بفرحة كبيرة سألني عن سماعة للتعاليل، قلتله: "على حد علمي بعرف انه في سماعة عند ابن عمك".
اتصل لمهند ابن عمه ليسأله عن السماعة ليرد عليه ابن العم: "في عندي بجيبها ان شاء الله".
من بعدها رد عليه "حمودي": تعال تعال ديون ايانا مديونين، ليرد مهند: ياني جاي.
جاء ابن العم وجلسنا لنتحدث عن حفلة توديع العزوبية
لنقنع "حمودي" بإقامة حفلة يوم الجمعة تكون للشباب أصحابنا، وبعد طولة حديث اقتنع "حمودي"باقامة حفلة ولكن بعد الشغل.
بعد دقائق وقف محمد عن الأرض وقال: "بدي اروّح أتحمم لأنه من الصبح وأنا أشتغل، جسمي بدبق من العرق".
ليكمل: اذا بدكو تظلوا تسهروا، خليكوا، بروّح أتحمم وبرجع نسهر.
قلتله: "لأ خيا،اسا انت بدك تروّح تتحمم بدك تحط راسك وتنام من تعبك مش رح ترجع".
نزلنا من الطابق العلوي من بيته لنغادر، ومع نزولنا على الدرج انتبه لمرآة صغيرة وصورة اله ولحياة والده"رحمه الله" مرسومة رسم اليد، لم يعلقهما على الحيط الى الآن.
قال لنا: "هاتوا نعلقهن قبل ما نروّح".
علقنا البرواز والمرآة معه وكان في أشد سعادته من صورته هو وأبيه، يتأمل في البرواز ويحدق به من شدة فرحه.
خرجنا من البيت لأقول لهما: "تصبحوا على خير"
مهند ذهب سيرا الى بيته لأنه بالقرب من بيت محمد.
أما أنا فركبت في سيارتي الواقفة وراء "طندر" حمودي
عدتُ الى الخلف أمام بيت عمه
هنا كان وجهي عكس وجهة أخي محمد وأنا مغادر
أتفاجأ بسماع صوت مخيف كأنه شيء فقع لتوه.
نظرت بمرآة السيارة للخلف لأرى ما الذي حدث، لأجد "طندر" محمد كالمعتاد ولم يكن أي شيء غريب به.
وفي المقابل أرى ابن عمه مهند ينظر من أمام بيتهم ويتطلع ليرى ما الحدث.
واذ اسمع صوت حمودي ينادي بصوتٍ عالٍ مرتجف"حذيفةةة".
وفي لمح البصر لا تتجاوز ثلاثة ثوانٍ عند نزولي من السيارة، أسمع نفس الصوت مره اخرى ، نزلت منها لأتفاجأ أن صديقي وأخي مرميا على الأرض في جهة بيت عمه.
أي نزل من طندره وركض متجهاً نحونا للحمايه في بيت عمه.
أحضرت هاتفي لأتصل للمركز الطبي "ريم" لطلبِ الاسعاف، هنا كان منظر لن تنساه ذاكرتي، أولاد عمه، بنات عمه، أقاربه، ملتفين حوله وهو مرميا على بطنه.
ابنة عمه مسكت حمودي لتقلبه بحذر على جهة ظهره لنتفاجأ جميعا بالدم على جسده، نتفاجأ برصاص الغدر تخترق صدره، حاولنا وقف هذا النزيف وبعدها أتى الاسعاف ليأخذه على المركز.
لحقت بالاسعاف طيلة الوقت من المركز الى المستشفى في صفد.
وفي صفد أعلنوا وفاة صديقي وسندي وأخي وكل أحبائي.
هنا توقف نبضه، هنا فارقنا المغدور، ومن منا كان يتخيل أن يسمى مغدورا عليه.
هنا تركنا، هنا كسر ظهورنا، ترك أهله، أصدقائه وعروسته التي لم تلبس طرحتها.
من هنا تحولت كلمة ألف مبروك في فرحه الى الله يرحمه ويغفر له.

 

heightقد يهمك ايضا