إسرائيل تسعى للانفراد بحقول الغاز قبالة غزة على حساب الفلسطينيين!

وقف اطلاق النار يشمل إعادة ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل وفلسطين، وجهود مصرية للضغط على استمرار التعاون بين جميع الأطراف!

أفادت مصادر دبلوماسية ان ملفات ترسيم الحدود البحرية بين مصر وفلسطين ستشهد تقدمًا جديًا، بموازاة إعادة فتح ملف ترسيم الحدود بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، حيث تضمن اتفاق وقف اطلاق النار بين حماس وإسرائيل بنودًا تفيد بهذا الامر. وأضافت المصادر أن هذا الأمر يندرج في سياق حلّ واسع يسمح باستغلال المقومات الاقتصادية للشعب الفلسطيني وتحسين ظروفه المعيشية، في موازاة إدخال دولة الاحتلال وفلسطين ومصر في شراكة مستدامة في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي ومكامن المواد النيتروجينية.

واشترطت اسرائيل إعادة النظر في خريطة الحدود البحرية التي تقدمت بها السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لاعتمادها عام 2019، وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي انضمت إليها فلسطين بعد حصولها، في تشرين الثاني 2012، على صفة مراقب في الأمم المتحدة. مع العلم أن إسرائيل لم تنضم إلى اتفاق الأمم المتحدة لقانون البحار، ولم ترسم حدودها البحرية إلا مع قبرص. فيما تشوب جهود ترسيم الحدود البحرية الفلسطينية إشكاليات عدة، منها خلافات فنية مع مصر على العمق المحتسب للمياه المقابلة للجانب الجنوبي من قطاع غزة، نظراً لتشابكه مع الحدود المحتسبة من الجانب المصري. بالتالي، لا تعترف مصر حتى الآن بالخريطة الفلسطينية المودعة لدى الأمم المتحدة، لكن الجانبين واثقان من التوصل إلى حل.

اما في الجانب الشمالي من قطاع غزة فيبدو ان هناك العديد من المناطق المبشرة بوجود حقول من الغاز الطبيعي، ما يعزز من رغبات دولة الاحتلال في الانفراد بالاستفادة منها. وتمتد المنطقة الحصرية لكل دولة، وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة، إلى مسافة 370 كيلومتراً من الساحل، بينما تمتد المياه الإقليمية إلى مسافة 12 ميلاً، تبسط الدولة الساحلية سيادتها عليها وتستطيع استكشاف مواردها واستغلالها.

وتزخر منطقة شرق المتوسط باحتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي اكتشفت في السنوات العشرين الأخيرة، كان أولها حقل الغاز الفلسطيني "غزة مارين" قبالة سواحل قطاع غزة، تلاها اكتشافات مصرية وإسرائيلية وقبرصية باحتياطات تزيد عن 2.5 تريليون متر مكعب من الغاز. ومساء أول من أمس الأحد، قال السفير الفلسطيني في القاهرة، دياب اللوح، في تصريحات للإعلامي المصري أحمد موسى، إنه يتم العمل حالياً على وضع الترتيبات اللازمة لاستخراج الغاز الفلسطيني بالتنسيق مع مصر والإسرائيليين.