المحامي نبيل حايك : "دبة صوت"

 

1.     نحن المعذبون في بلدهم :

    تعرض شعبنا الطيب في وطنه ، ولا يزال،  الى العديد من الموجات العاتيه ، وتعتبر الموجه الحاليه ، بقيادة المتهم نتنياهو ، الأشد مراره ، وهي تهدد وجودنا وكياننا في هذه البلاد ، والمتمثله بقانون القوميه البغيض ، والذي يعتبر كل هذه البلاد ، وربما أكثر، وطنا قوميا لليهود، ولليهود وحدهم.  

    كتب أحدهم يقول ، بأن هذه البلاد في طريقها لتصبح من أكثر البلاد ازدحاما بالسكان في العالم ، لدرجه ، انه في المستقبل ، عندما يرغب الشخص بالجلوس في ظل شجره ، عليه أن يسجل ، وينتظر دوره !!

 

     بموجب قانون القوميه ، في مثل هذه الحاله ، ومن أجل حل أزمة الازدحام السكاني المتفاقم ، يمكن ارسال العرب الى عبر الحدود ليلحقوا باخوانهم المعذبين بالارض ، لان القانون يتجاهل ايضا مبدأ المساواه "والاردن بانتظارهم" .

    وجاأت "صفقة القرن" لتؤكد ذلك ، حيث ترمي الى سلخ اهلنا في المثلث واستبدالهم بالمستوطنين الكريهين .   

 

 

2.     كل انتخابات هي مصيريه ، ولكن :

      ازاء كل انتخابات ، درجنا على القول بأن "هذه الانتخابات هي مصيريه" ، وهذا حقيقي ، ولكن ، أنظروا جيدا من يتربص بنا :  أسوأ رئيس حكومه في تاربخ اسرائيل من حيث نظرته الى العرب ، سفير الولايات المتحده في اسرائيل هو ايضا صهيوني مستوطن ، مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الشرق الاوسط : صهيوني بالولاده وهو الصبي المدلع، الرئيس الامريكي متصهين اكثر من الصهيونيين أنفسهم ، كلهم اجتمعوا ضد الفلسطينين لتجويعهم واذلالهم ، ومن ثم فرض "صفقة القرن"، وقد فاحت رائحتها الكريهه،  ثم يتوجهون للشعب الفلسطيني الرازح تحت الذل والاحتلال ، ويلوحون له "بالاموال العربيه التي ستنهال عليهم" ، ويقولون : "هذه الاموال،كلها لكم ،فماذا تريدون أكثر" !! وهل فاتكم انه "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان" . 

 

وعليه ، فان هذه الانتخابات هي بالفعل مصيريه ، وردنا على عنصرية المتهم نتنياهو، وهو شيخ الكذابين ، بأننا ذاهبون الى الصناديق لنسف مؤامراتكم وحقدكم علينا ، ويجب ان نذكر ، بأن قانون القوميه اقر بتأييد 62 عضو كنيست من اصل 120 عضو ، وما كان له ان يمر لو حظيت القائمه المشتركه بمقعديين اضافيين .

 

 

3.          البرلمان ، هو الميدان :

     رغم كل شيء ، يبقى العمل في الكنيست ، وبالاساس في لجانها المختلفه ، حيث يتم العمل الاساسي للسلطه التشريعيه ، يبقى هذا الاطار هو الميدان الاهم، ويتوجب علينا استغلاله ، ما امكن ، لمصلحة ابناء شعبنا ، كلما سنحت لنا فرصه لذلك ، وللتذكير ، اذكركم بمنجزات "الجسم المانع" الذي اقامه طيب الذكر توفيق زياد ورفاقه .

    وعليه ، فاننا ذاهبون ، بحشودنا ، الى الصناديق من اجل ان نوجه صفعه مدويه لكل من تسول له نفسه الاساءه الى شعبنا .

 

 

.../2

 

 

4.          لا ، "لهدف ذاتي" :

    يسعى اليمين العنصري ، بقيادة المتهم نتنياهو ، الى ابعادنا عن دائرة القرار، يقولون لنا : "انتم للاعمال الشاقه ، من دغشة كل يوم ، قي ورشات العمار ، تبنون البلاد ، طولا وعرضا ، ونحن نهدم بيوتكم ، اينما كانت ، لانها بدون ترخيص" ، وكأن جميع بيوت المستوطنين على الاراضي الفلسطينيه المحتله ، قد حصلت على كل التراخيص اللازمه من سلطات الاحتلال.

 

    ومن ثم يتشدق هؤلاء امام العالم قائلين ، انظروا "منحنا العرب حق الانتخاب والتأئير، ولكنهم اناس غير ديمقراطيين ، ويرفضون المشاركه في تقرير مصيرهم " .

    ليكن واضحا وقاطعا : نتنياهو لا يريد لنا ان نذهب الى الصناديق !! اوليس هذا سببا كافيا حتى نغمر الصناديق باصواتنا !! الى الصناديق يا اخوان .

   

    فلنذهب الى البرلمان ، ونحتل اكبر عدد ممكن من المقاعد ، واذا استوجبت مصلحة شعبنا ذلك - نستعمل هذا الحق ، واذا استدعت مصلحة شعبنا غير ذلك - لا نستعمله.

    عدم التصويت ، بلغه الرياضه يسمونه "هدف ذاتي" ، وانا اناشدكم ان لا تهزوا وجودنا بهدف ذاتي.

 

 

5.          انتظروا كذبة نتنياهو الدوريه التاليه :

    المتهم نتنياهو ربح الانتخابات للكنيست العشرين ، باغلبيه ضئيله نتيجة كذبته المعروفه بان "العرب يذهبون الى الصناديق بالباصات " ، وكان ذلك كافيا لتحريك اليمين العنصري ، ليذهب للتصويت بعد ظهر ذلك اليوم  باعداد كبيره وغريبه .

    والكذبه التاليه قد بدات بالفعل ، اذ يحرض على العرب بانهم ضد الدوله  ، وان المرشح المنافس جانتس سيعتمد على العرب .

    وجاء في المصادر العبريه: من يريد قتلك ، بكّّّّّر واقتله" (הבא להורגך. השכם להורגו) .

 

 

     وماذا يعني قول نتنياهو بأن العرب ضد الدوله ، وهي دولة اليهود لوحدهم ، اليس هذا تحريض على العرب ؟ اتذكرون فرية "المفتي اقنع هتلر" !!!

 

    هل حقيقه ، العرب ضد الدوله ؟ وماذا تقول الدوله ؟  انظر الملف الجزائي :

    دولة اسرائيل ضد المتهم بنيامين نتنياهو – والتهم هي : الخداع ، خيانة الامانه والرشـ، الرشـ ، الرشـــوه !!

 

 

     والمتهم نتنياهو ، يمعن في الكذب : قال في اخر مقابله مع موقع بانيت : "لن يبعد أي شخص عن بيته"! وماذا عن سلخ البيت وساكنيه عن الدوله ؟

 

     وربما تكون الكذبه الدوريه كالتالي : "فيروس الكورونا ينوي شن غزو مباغت على المدن والقرى العربيه يوم الاثنين 2 اذار بين الساعه السابعه صباحا ، وحتى العاشره مساءا ، ومع اغلاق الصناديق ، ينسحب الفيروس الى مرابضه العفنه في العقول المريضه  "!!  

 

.../3

 

 

 

 

555 ، اجل ، خمسمائه وخمسه وخمسون ، من الجنرالات ، والادباء ، والصحفيين، والعلماء ، من اليسار والوسط واليمين ، متدينين وعلمانيين ، اصدروا بيانا خطيا صارخا  ، يقولون فيه : لا يجوز توكيل متهم بمخالفات خطيره تشكيل الحكومه ( انظر صحيفة يديعوت 25/2 ) .

 

 

7.          القائمه المشتركه ، تجربه فذه :

لاول مره في تاريخ العرب في هذه البلاد ، وربما في الشرق الاوسط كله ، اتفق العرب على تشكيل قائمه مشتركه ، للتصدي لمؤامرات اعداء شعبنا .

القائمه المشتركه هي القوه الثالثه في الكنيست ، ولاول مره يصبح للعرب عنوان واحد ، والمؤسسات والهيئات العالميه ، تعاملت مع القائمه المشتركه كممثل شرعي وحيد للعرب ، وافلحت القائمه المشتركه باختراق تلك المؤسسات واوصلت لها مواقف ومصالح العرب ، وفضحت اكاذيب الحكومه الاسرائيليه .

يكفي ان تراجع سجلات الكنيست العشرين  ولجانها ، حتى تتأكد بأن القائمه المشتركه ابلت بلاءا ممتازا في عمل اللجان وعمل الكنيست بكامل هيأتها :

النائب د. أحمد طيبي قدم 80 استجوابا عن قضايا العرب .

والنائب د. يوسف جبارين قدم 102 استجوابا ، كلها حول قضايا العرب ، وجاب اقطار العالم وقرع مؤسساته الدوليه شارحا قضايا شعبه ، وكذلك العمل المميز الذي قام به النائب دوف حنين – 455 اقتراح قانون .

القائمه المشتركه ، طيلة عمل الكنيست العشرين ، كانت الاكثر فعاليه والاكثر حضورا .

يصعب على المواطن العادي ان يشعر مباشرة بعمل الكتله في الكنيست ، ولكن ، بدون شك كانت هذه تجربه فذه ، يجب تعزيزها ، وعلى سبيل المثال ، نجح نواب المشتركه هذا الاسبوع بتمرير توصيه في اللجنه الماليه بتجميد العمل بقانون كامينتس المجحف بحق العرب ، وذلك بعد جدال شرس مع نواب الليكود  .

 

 

8.          الى الصناديق يا اخوان:

   

    الى الصناديق ، لنصرة القائمه المشتركه ، من اجل ان يرتاح الاجداد في لحدهم ، لان قانون القوميه يشكل خطرا جسيما على رفاتهم .

   

    الى الصناديق بالرايات والاهازيج ، بالباصات ، وسيرا على الاقدام .

 

    اصفعوهم بالاحرف الاربعه ، فالمتهم نتنياهو من ورائكم ، والمشتركه والكرامه من امامكم ، فما لكم والله الا التصويت.

 

    الى الصناديق من اجل اولادنا واحفادنا ، لان المتهم نتنياهو يضمر لنا ولهم السوء.

   

    وبعد ، يا اخوان : انها "دبة صوت" ، فهل تصوتون !!!

 

 

* الكاتب هو محام وكاتب عدل في مدينة الناصره .